نسب يونس
الكاتب و منشؤه و من أخذ عنهم، و هو أوّل من دوّن الغناء:
هو يونس بن
سليمان بن كرد بن شهريار، من ولد هرمز. و قيل: إنّه مولى لعمرو بن الزّبير. و
منشؤه و منزله بالمدينة. و كان أبوه فقيها [1]، فأسلمه في الديوان فكان من كتّابه.
و أخذ الغناء عن معبد و ابن سريج و ابن محرز و الغريض، و كان أكثر روايته عن معبد؛
و لم يكن في أصحاب معبد أحذق و لا أقوم بما أخذ عنه منه. و له غناء حسن، و صنعة
كثيرة، و شعر جيّد. و كتابه في الأغاني و نسبها إلى من غنّى فيها هو الأصل الذي
يعمل عليه و يرجع إليه. و هو أوّل من دوّن الغناء.
شعر مسعود بن
خالد في مدحه:
أخبرنا محمد بن
خلف وكيع قال حدّثنا حماد بن إسحاق قال حدّثني أبي قال/ أنشدني مسعود بن خالد
الموريانيّ [2] لنفسه في يونس:
خرج مع بعض
فتيان المدينة إلى دومة فتغنوا و اجتمع عليهم النساء فتغنى ابن عائشة ففرق جمعهم
إليه:
أخبرني الحسين
بن يحيى عن حمّاد عن أبيه قال: ذكر إبراهيم بن قدامة الجمحيّ قال:
اجتمع فتيان من
فتيان أهل المدينة فيهم يونس الكاتب و جماعة ممن يغنّي، فخرجوا إلى واد يقال له
دومة من بطن العقيق، في أصحاب لهم فتغنّوا، و اجتمع/ إليهم نساء أهل الوادي- قال
بعض من كان معهم: فرأيت حولنا مثل مراح الضأن- و أقبل محمد بن عائشة و معه صاحب
له؛ فلمّا رأى جماعة النساء عندهم حسدهم، فالتفت إلى صاحبه فقال: أما و اللّه
لأفرّقنّ هذه الجماعة! فأتى قصرا من قصور العقيق، فعلا سطحه و ألقى رداءه و اتّكأ
عليه و تغنّى:
[1]
في «مختصر الأغاني» لابن واصل الحموي: «و كان أبوه مقيما بها».
[2] كذا في
أكثر الأصول، و هو الموافق لما في «تاريخ الطبري» (قسم ثالث ص 370 و 372 طبع
أوروبا). و المورياني (بضم الميم و كسر الراء): نسبة إلى موريان: قرية بخوزستان. و
في م: «المرزباني» و هو تحريف.
[3] كربسوا:
أتوا بالكرابيس، و هي الثياب الخشنة من القطن.