فقال له
سليمان: حقّ لك يا دلال أن يقال لك الدّلال! أحسنت و أجملت! فو اللّه ما أدري أيّ
أمريك أعجب:
أ سرعة جوابك و
جودة فهمك أم حسن غنائك، بل جميعا عجب! و أمر له بصلة سنيّة. فأقام عنده شهرا يشرب
على غنائه، ثم سرّحه إلى الحجاز [مكرما] [6].
قصته مع شامي
من قوّاد هشام أراد أن يتزوّج من المدينة:
أخبرني الحسين
بن يحيى عن حماد عن أبيه عن الأصمعيّ قال:
حجّ هشام بن
عبد الملك، فلمّا قدم المدينة نزل رجل من أشراف أهل الشأم و قوّادهم بجنب [7] دار
الدّلال، فكان الشاميّ يسمع غناء الدّلال و يصغي إليه و يصعد فوق السطح ليقرب من
الصوت؛ ثم بعث إلى الدّلال: إمّا أن تزورنا و إمّا/ أن نزورك؛ فبعث إليه الدّلال:
بل تزورنا. فتهيّأ الشاميّ [8] و مضى إليه، و كان للشاميّ غلمان روقة [9]، فمضى
معه بغلامين منهم كأنّهما درّتان. فغنّاه الدّلال: