/ كنية الأحوص أبو محمد. و أمّه أثيلة بنت عمير بن مخشيّ [1]؛ و كان
أحمر أحوص العينين.
رأي الفرزدق
في شعره:
قال الزبير
فحدّثني محمد بن يحيى قال:
قدم الفرزدق
المدينة، ثم خرج منها، فسئل عن شعرائها، فقال: رأيت بها شاعرين و عجبت لهما:
أحدهما أخضر يسكن خارجا من بطحان [2] (يريد ابن هرمة)؛ و الآخر أحمر كأنّه و حرة
على برودة في شعره (يريد الأحوص). و الوحرة [3]: يغسوب أحمر ينزل الأنبار [4].
قال الزّبير: و
جعل محمد بن سلّام الأحوص، و ابن قيس الرّقيّات، و نصيبا، و جميل بن معمر طبقة
سادسة من شعراء الإسلام، و جعله بعد ابن قيس [8]، و بعد نصيب. [قال أبو الفرج]
[9]: و الأحوص، لو لا ما وضع به نفسه من
[1]
كذا في أكثر الأصول. و في ء، ط: «محشي» بالحاء المهملة.
[2] بطحان
(بضم الأوّل و سكون الثاني أو بفتح الأوّل و كسر الثاني): واد بالمدينة، و هو أحد
أوديتها الثلاثة: العقيق و بطحان و قناة.
(انظر
«القاموس» و «شرحه» مادة بطح) و «معجم البلدان» (في بطحان).
[3] كذا في
ء، ط. و في سائر الأصول: «قال: و الوحرة يعسوب إلخ». و كلمة «قال» غير محتاج إليها
هنا في الكلام.
[4] كذا في
أكثر الأصول. و الأنبار، كما في ياقوت: حدّ بابل؛ سميت بذلك لأنه كان يجمع بها
أنابير الحنطة و الشعير و القت و التبن، و كانت الأكاسرة ترزق أصحابها منها، و كان
يقال لها الأهراء. فلما دخلتها العرب عرّبتها فقالت الأنبار. و هذا التفسير الذي
ذكره المؤلف للوحرة غريب؛ إذ أجمعت «كتب اللغة» التي بين أيدينا على أن الوحرة
(بالتحريك): دويبة تشبه سامّ أبرص، و قال الجوهري: الوحرة بالتحريك: دويبة حمراء
تلزق بالأرض. و في ح: «يلزم البئار».
[5] لعل
هاهنا سقطا؛ فإنه يهجو بهذا الشعر ابنه لا نفسه.
[6] أثبتنا
هذين البيتين كما رواهما الجاحظ في كتابه «الحيوان» (ج 1 ص 254 طبع الحلبي) و قد
قال: إنه هجا بهما ابنه. و قد وردا في ب، س هكذا:
أسمج به من ولد و أقبح
مثل جرى الكلب لم يفقح
يشر سوءا لم يقم فينبح
بالباب عند حاجة المستفتح
و في ء، ط:
«يسري شوى ما لم يقم فينبح». و في م: «بشر سوء لم يقصر فينبح».
[7] يقال:
فقح الجرو و فقح (بالتضعيف)، و ذلك أوّل ما يفتح عينيه و هو صغير.
[8] كذا في
س، ب، ح. و في ط، ء ورد هذان الاسمان بتقديم الثاني على الأوّل. و في م وردا هكذا:
«بعد ابن قيس و قبل نصيب».
و قد ورد في
«طبقات الشعراء» لمحمد بن سلام المذكور (ص 137 طبع ليدن) أن شعراء الطبقة السادسة
هم: عبيد اللّه بن قيس الرقيات، و الأحوص، و جميل، و نصيب.