دنيء الأخلاق و الأفعال، أشدّ تقدّما منهم عند جماعة أهل الحجاز و
أكثر الرّواة؛ و هو أسمح طبعا، و أسهل كلاما، و أصحّ معنى منهم؛ و لشعره رونق و
ديباجة صافية و حلاوة و عذوبة ألفاظ ليست لواحد منهم. و كان قليل المروءة و الدّين،
هجّاء للناس، مأبونا فيما يروى عنه.
جلد سليمان
بن عبد الملك إياه و السبب في ذلك:
أخبرني الحسين
بن يحيى عن حمّاد عن أبيه قال حدّثني أبو عبيدة أنّ جماعة من أهل المدينة أخبروه:
أنّ السبب في
جلد سليمان [1] بن عبد الملك، أو الوليد بن عبد الملك إيّاه و نفيه له، أنّ شهودا
شهدوا عليه عنده أنه قال: إذا أخذت جريري [2] لم أبال أيّ الثلاثة لقيت ناكحا أو
منكوحا أو زانيا. قالوا [3]: و انضاف إلى ذلك أنّ سكينة/ بنت الحسين رضي اللّه
عنهما فخرت يوما برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم؛ ففاخرها بقصيدته التي يقول
فيها:
ليس جهل أتيته ببديع
فزاده ذلك حنقا
عليه و غيظا حتّى نفاه.
فخرت سكينة
بالنبيّ ففاخرها بجدّه و خاله:
أخبرني أحمد بن
عبد العزيز الجوهريّ قال حدّثنا عمر بن شبّة:
أنّ الأحوص كان
يوما عند سكينة، فأذّن المؤذّن، فلمّا قال: أشهد أن لا إله إلّا اللّه، أشهد أنّ
محمدا رسول اللّه، فخرت سكينة بما سمعت؛ فقال الأحوص: