لعشرته،/ و ضحكت و اللّه ضحكا ما ضحكت مثله قطّ. فقال: من أيّ شيء
تضحك؟ فقلت: أسخن [1] اللّه عينك! هذا أيّ شيء هو؟ من بلغك عنه أنّه فعل مثل هذا
من الأنبياء و الزّهّاد و الصحابة و المجانين، انزع عنك هذا يا سخين العين! فكأنه
استحيا منّي. ثم بلغني أنّه جلس حجّاما، فجهدت أن أراه بتلك الحال فلم أره. ثم
مرض، فبلغني أنه اشتهى أن أغنّيه، فأتيته عائدا، فخرج إليّ رسوله يقول: إن دخلت
إليّ جدّدت لي حزنا و تاقت نفسي من سماعك إلى ما قد غلبتها عليه، و أنا أستودعك
اللّه و أعتذر إليك من ترك الالتقاء، ثم كان آخر عهدي به.
تمنى عند
موته أن يجيء مخارق فيغنيه في شعره:
حدّثني جحظة
قال حدّثنا حمّاد بن إسحاق عن أبيه قال:
قيل لأبي
العتاهية عند الموت: ما تشتهي؟ فقال: أشتهي أن يجيء مخارق فيضع فمه على أذني ثم
يغنّيني.
و أخبرني به
أبو الحسن الأسديّ قال حدّثنا محمد بن صالح [بن] النطّاح قال:
قال بشر بن
الوليد لأبي العتاهية عند الموت: ما تشتهي؟ فذكر مثل الأوّل.
و أخبرني به
ابن عمّار أبو العبّاس عن ابن أبي سعد عن محمد بن صالح: أنّ بشرا قال ذلك لأبي
العتاهية عند الموت، فأجابه بهذا الجواب.
آخر شعر قاله
في مرضه الذي مات فيه:
نسخت من كتاب
هارون بن عليّ: حدّثني عليّ بن مهديّ قال حدّثني عبد اللّه بن عطيّة قال حدّثني
محمد بن أبي العتاهية قال: آخر شعر قاله أبي في مرضه الذي مات فيه: