responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 4  صفحه : 293

ملّاح يعبّر النّاس، فلجأنا إليه فسألناه عن الطريق، فجعل يضعّف رأينا و يعجّزنا في بذلنا أنفسنا في ذلك الغيم للصيد حتى أبعدنا،/ ثم أدخلنا كوخا له. و كاد المهديّ يموت بردا؛ فقال له: أغطّيك بجبّتي هذه الصوف؟ فقال نعم؛ فغطّاه بها، فتماسك قليلا و نام. فافتقده غلمانه و تبعوا أثره حتى جاءونا. فلمّا رأى الملّاح كثرتهم علم أنه الخليفة فهرب، و تبادر الغلمان فنحّوا الجبّة عنه و ألقوا عليه الخزّ و الوشي. فلما انتبه قال لي: ويحك! ما فعل الملّاح؟ فقد و اللّه وجب حقّه علينا. فقلت: هرب و اللّه خوفا من قبح ما خاطبنا به. قال: إنّا للّه! و اللّه لقد أردت أن أغنيه، و بأيّ شي‌ء/ خاطبنا! نحن و اللّه مستحقّون لأقبح مما خاطبنا به! بحياتي عليك إلّا ما هجوتني. فقلت: يا أمير المؤمنين، كيف تطيب نفسي بأن أهجوك! قال: و اللّه لتفعلنّ؛ فإني ضعيف الرأي مغرم بالصّيد. فقلت:

يا لابس الوشي على ثوبه‌

ما أقبح الأشيب في الراح‌

فقال: زدني بحياتي؛ فقلت:

لو شئت أيضا جلت في خامة [1]

و في وشاحين و أوضاح [2]

فقال: ويلك! هذا معنى سوء يرويه عنك الناس، و أنا استأهل. زدني شيئا آخر. فقلت: أخاف أن تغضب.

قال: لا و اللّه. فقلت:

كم من عظيم القدر في نفسه‌

قد نام في جبّة ملّاح‌

فقال: معنى سوء عليك لعنة اللّه! و قمنا و ركبنا و انصرفنا.

وقعت في عسكر المأمون رقعة فيها شعره فوصله:

أخبرني عليّ بن سليمان الأخفش قال حدّثنا محمد بن يزيد قال حدّثنا جماعة من كتّاب الحسن بن سهل قالوا:

وقعت رقعة فيها بيتا شعر في عسكر المأمون؛ فجي‌ء بها إلى مجاشع بن مسعدة، فقال: هذا كلام أبي العتاهية، و هو صديقي، و ليست المخاطبة لي و لكنّها للأمير الفضل بن سهل. فذهبوا بها، فقرأها و قال: ما أعرف هذه العلامة. فبلغ المأمون خبرها فقال: هذه إليّ و أنا أعرف العلامة. و البيتان:

صوت‌

ما على ذا كنّا افترقنا بسندا [3]

ن و ما هكذا عهدنا الإخاء

تضرب الناس بالمهنّدة البي

ض على غدرهم و تنسى الوفاء

قال: فبعث إليه المأمون بمال.

في هذين البيتين لأبي عيسى بن المتوكّل رمل من رواية ابن المعتزّ.


[1] الخام: ثوب من القطن لم يغسل.

[2] الأوضاح: حليّ من فضة أو هي الخلاخيل.

[3] سندان: مدينة ملاصقة للسند.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 4  صفحه : 293
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست