responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 4  صفحه : 280

مملوك له حرّ و امرأته طالق إن تكلّم سنة إلّا بالقرآن أو بلا إله إلّا اللّه محمد رسول اللّه. فكأنّ الرشيد تحزّن مما فعله، فأمر أن يحبس في دار و يوسّع عليه، و لا يمنع من دخول من يريد إليه. قال مخارق: و كانت الحال بينه و بين إبراهيم الموصليّ لطيفة، فكان يبعثني إليه في الأيام أتعرّف خبره. فإذا دخلت وجدت بين يديه ظهرا [1] و دواة، فيكتب إليّ ما يريد، و أكلّمه. فمكث هكذا سنة. و اتّفق أنّ إبراهيم الموصليّ صنع صوته:

صوت‌

أعرفت دار الحيّ بالحجر

فشدوريان فقنّة الغمر [2]

و هجرتنا و ألفت رسم بلى‌

و الرسم كان أحقّ بالهجر

- لحن إبراهيم في هذا الشعر خفيف رمل بالوسطى. و فيه لإسحاق رمل بالوسطى- قال مخارق: فقال لي إبراهيم: اذهب إلى أبي العتاهية حتى تغنّيه هذا الصوت. فأتيته في اليوم الذي انقضت فيه يمينه، فغنّيته إيّاه. فكتب إليّ بعد أن غنّيته: هذا اليوم تنقضي فيه يميني، فأحبّ أن تقيم عندي إلى الليل؛ فأقمت عنده نهاري كلّه، حتى إذا أذّن الناس المغرب كلّمني، فقال: يا مخارق. قلت: لبّيك. قال: قل لصاحبك: يا ابن الزانية! أما و اللّه لقد أبقيت للناس فتنة إلى يوم القيامة، فانظر أين أنت من اللّه غدا! قال مخارق: فكنت أوّل من أفطر على كلامه؛ فقلت: دعني من هذا، هل قلت شيئا للتخلّص من هذا الموضع؟ فقال: نعم، قد قلت في امرأتي شعرا. قلت: هاته؛ فأنشدني:

صوت‌

من لقلب متيّم مشتاق‌

شفّه شوقه و طول الفراق‌

طال شوقي إلى قعيدة بيتي‌

ليت شعري فهل لنا من تلاقي‌

هي حظّي قد اقتصرت عليها

من ذوات العقود و الأطواق‌

جمع اللّه عاجلا بك شملي‌

عن قريب و فكّني من وثاقي‌

قال: فكتبتها و صرت بها إلى إبراهيم؛ فصنع فيها لحنا، و دخل بها على الرشيد؛ فكان أوّل صوت غنّاه إيّاه في ذلك المجلس؛ و سأله: لمن الشعر و الغناء؟ فقال إبراهيم: أمّا الغناء فلي، و أما الشعر فلأسيرك أبي العتاهية.

فقال: أو قد فعل؟ قال: نعم قد كان ذلك. فدعا به، ثم قال لمسرور الخادم: كم ضربنا أبا العتاهية؟ قال: ستين عصا، فأمر له بستين ألف درهم و خلع عليه و أطلقه.

غضب عليه الرشيد و ترضّاه له الفضل:

نسخت من كتاب هارون بن عليّ بن يحيى: حدّثني عليّ بن مهديّ قال حدّثنا الحسين بن أبي السّريّ قال:

قال لي الفضل بن العباس: وجد الرشيد و هو بالرّقّة على/ أبي العتاهية و هو بمدينة السّلام، فكان أبو العتاهية


[1] لعله يريد بالظهر هنا الريش الذي يظهر من ريش الطائر و جمعه ظهار كعرق و عراق. و يظهر أنه كان من عادتهم الكتابة به كالأقلام.

[2] القنة: ذروة الحبل و أعلاه. و الغمر: جبل بحذاء توّز. و توز: من منازل طريق مكة من البصرة معدود في أعمال اليمامة. أما «شدوريان» فلم نهتد إليه.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 4  صفحه : 280
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست