قال بشّار لأبي العتاهية: أنا و اللّه أستحسن اعتذارك من دمعك حيث
تقول:
كم من صديق لي أسا
رقه البكاء من الحياء
فإذا تأمّل لامني
فأقول ما بي من بكاء
لكن ذهبت لأرتدي
فطرفت عيني بالرّداء
فقال له أبو
العتاهية: لا و اللّه يا أبا معاذ، ما لذت إلّا بمعناك و لا اجتنيت إلا من غرسك
حيث تقول:
صوت
شكوت إلى الغواني ما ألاقي
و قلت لهنّ ما يومي بعيد
فقلن بكيت قلت لهنّ كلّا
و قد يبكي من الشّوق الجليد
و لكنّي أصاب سواد عيني
عويد قدى له طرف حديد
فقلن فما لدمعهما سواء
أكلتا مقلتيك أصاب عود
لإبراهيم
الموصليّ في هذه الأبيات لحن من الثّقيل الأوّل بالوسطى مطلق.
شكا إليه
محمد بن الفضل الهاشميّ جفاء السلطان فقال شعرا:
أخبرني الحسن
بن عليّ الخفّاف قال حدّثنا محمد بن القاسم بن مهرويه قال حدّثني محمد بن هارون
الأزرقيّ مولى بني هاشم عن ابن عائشة عن ابن لمحمد بن الفضل الهاشميّ قال:
جاء أبو
العتاهية إلى أبي فتحدّثا ساعة، و جعل أبي يشكو إليه تخلّف الصّنعة [1] و جفاء
السلطان. فقال لي أبو العتاهية: اكتب:
حدّثني عمرو
قال حدّثني عليّ بن محمد الهشاميّ [3] عن جدّه ابن حمدون قال أخبرني مخارق/ قال:
لمّا تنسّك [4]
أبو العتاهية و لبس الصوف، أمره الرشيد أن يقول شعرا في الغزل، فامتنع؛ فضربه
الرشيد ستين عصا، و حلف ألّا يخرج من حبسه حتى يقول شعرا/ في الغزل. فلمّا رفعت
المقارع عنه قال أبو العتاهية: كلّ