سوى ما كان
منها مع عتبة، فإنه أفرد لكثرة الصنعة في تشبيبه بها، و أنها اتسعت جدا فلم يصلح
ذكرها هنا، لئلا تنقطع المائة الصوت المختارة، و هي تذكر في موضع آخر إن شاء اللّه
تعالى.
اسمه و لقبه
و كنيته و نشأته:
أبو العتاهية
لقب غلب عليه. و اسمه إسماعيل بن القاسم بن سويد بن كيسان، مولى عنزة. و كنيته أبو
إسحاق. و أمّه أمّ زيد بنت زياد المحاربيّ مولى بني زهرة؛ و في ذلك يقول أبو قابوس
النّصرانيّ و قد بلغه أنّ أبا العتاهية فضّل عليه العتّابيّ:
قل للمكنّي نفسه
متخيّرا بعتاهيه
و المرسل الكلم القبي
ح وعته أذن واعيه
إن كنت سرّا سؤتني
أو كان ذاك علانيه
فعليك لعنة ذي الجلا
ل و أمّ زيد زانيه
مناحيه
الشعرية:
و منشؤه
بالكوفة. و كان في أوّل أمره يتخنّث و يحمل زاملة المخنّثين، ثم كان يبيع الفخّار
بالكوفة، ثم قال الشعر فبرع فيه و تقدّم. و يقال: أطبع الناس بشار/ و السيّد [1] و
أبو العتاهية. و ما قدر أحد على جمع شعر هؤلاء الثلاثة لكثرته. و كان غزير البحر،
لطيف المعاني، سهل الألفاظ، كثير الافتنان، قليل التكلف، إلا أنه كثير الساقط
المرذول مع ذلك. و أكثر شعره في الزهد و الأمثال. و كان قوم من أهل عصره ينسبونه
إلى القول بمذهب الفلاسفة ممن لا يؤمن بالبعث، و يحتجّون بأنّ شعره إنما هو في ذكر
الموت و الفناء دون ذكر النّشور و المعاد. و له أوزان طريفة [2] قالها مما لم
يتقدّمه الأوائل فيها. و كان أبخل الناس مع يساره و كثرة ما جمعه من الأموال.
سبب كنيته:
حدّثني محمد بن
يحيى الصّوليّ قال أخبرني محمد بن موسى بن حمّاد قال:
قال المهديّ
يوما لأبي العتاهية: أنت إنسان متحذلق [3] معتّه [4]. فاستوت له من ذلك كنية غلبت
عليه دون
[1]
يعني السيد الحميريّ؛ و اسمه إسماعيل بن محمد أبو هاشم، و قد أورد له أبو الفرج
ترجمة في (ج 7 ص 229- 278 من هذه الطبعة).
[2] كذا في
ء، م. و في سائر النسخ: «ظريفة» بالظاء المعجمة.