اسمه و كنيته، و سارت له في الناس. قال: و يقال/ للرجل المتحذلق:
عتاهية، كما يقال للرجل الطويل:
شناحية [1]. و
يقال: أبو عتاهية، بإسقاط الألف و اللام.
/ قال محمد بن
يحيى و أخبرني محمد بن موسى قال أخبرني ميمون بن هارون عن بعض مشايخه قال: كني
بأبي العتاهية أن كان [2] يحبّ الشهرة و المجون و التعتّه. و بلده الكوفة و بلد
آبائه، و بها مولده و منشؤه و باديته.
يقول ابنه
إنها من عنزة:
قال محمد بن
سلّام: و كان محمد بن أبي العتاهية يذكر أن أصلهم من عنزة، و أن جدّهم كيسان كان
من أهل عين [3] التّمر، فلما غزاها خالد بن الوليد كان كيسان جدّهم هذا يتيما
صغيرا يكفله قرابة له من عنزة، فسباه خالد مع جماعة صبيان من أهلها، فوجّه بهم إلى
أبي بكر، فوصلوا إليه و بحضرته عبّاد بن رفاعة العنزيّ بن أسد بن ربيعة بن نزار،
فجعل أبو بكر رضي اللّه عنه يسأل الصبيان عن أنسابهم فيخبره كلّ واحد بمبلغ
معرفته، حتى سأل كيسان، فذكر له أنه من عنزة. فلما سمعه عبّاد يقول ذلك استوهبه من
أبي بكر رضي اللّه عنه، و قد كان خالصا له، فوهبه له؛ فأعتقه، فتولّى عنزة [4].
استعداؤه
مندل بن علي و أخاه علي سبه بأنه نبطي:
أخبرني محمد بن
عمران الصّيرفيّ قال حدّثنا الحسن بن عليل العنزيّ قال حدّثنا أحمد بن الحجّاج
الجلّانيّ الكوفيّ قال حدّثني أبو دؤيل مصعب بن دؤيل الجلّاني، قال: لم أر قطّ
مندل بن عليّ العنزيّ و أخاه حيّان بن عليّ غضبا من شيء قطّ إلا يوما واحدا، دخل
عليهما أبو العتاهية و هو مضمّخ بالدماء. فقالا له: ويحك! ما بالك؟ فقال لهما: من
أنا؟ فقالا له: أنت أخونا و ابن عمّنا و مولانا. فقال: إنّ فلانا الجزّار قتلني و
ضربني و زعم أنّي نبطيّ [5]، فإن كنت نبطيّا هربت على وجهي/ و إلّا فقوما فخذا لي
بحقّي. فقام معه مندل بن عليّ و ما تعلّق نعله [6] غضبا؛ و قال له: و اللّه لو كان
حقّك على عيسى بن موسى لأخذته لك منه؛ و مرّ معه حافيا حتى أخذ له بحقّه.
أخبرني
الصّوليّ قال حدّثنا محمد بن موسى عن الحسن بن عليّ عن عمر [7] بن معاوية عن جبارة
بن المغلّس [8] الحمّانيّ قال: أبو العتاهية مولى عطاء بن محجن العنزيّ.
-
الشاعر المعروف ذكر أنه كان له ولد يقال له عتاهية، و قيل: لو كان الأمر كذلك لقيل
له أبو عتاهية بغير تعريف؛ إنما هو لقب لا كنية، و كنيته أبو إسحاق. و لقب بذلك
لأن المهديّ قال له: أراك متخلطا متعتها. و كان قد تعته بجارية للمهديّ ... و قيل:
لقب بذلك لأنه كان طويلا مضطربا، و قيل: لأنه يرمي بالزندقة».
[1] كذا في
نسخة الشنقيطي، و هو الموافق لما «معاجم اللغة». و في أكثر الأصول: «شناجية»
بالجيم المعجمة، و هو تصحيف.