responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 3  صفحه : 9

أجالدهم يوم الحديقة [1] حاسرا

كأن يدي بالسيف مخراق [2] لاعب‌

فالتفت إليهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: «هل كان كما ذكر»؛ فشهد له ثابت بن قيس بن شمّاس و قال له: و الذي بعثك بالحق يا رسول اللّه، لقد خرج إلينا يوم سابع عرسه عليه غلالة و ملحفة مورّسة [3] فجالدنا كما ذكر. هكذا في هذه الرواية.

/ و قد أخبرني الحسن بن علي قال حدّثنا الزّبير بن بكّار قال حدّثني عمي مصعب قال:

لم تكن بينهم في هذه الأيام حروب إلا في يوم بعاث [4] فإنه كان عظيما، و إنما كانوا يخرجون فيترامون بالحجارة و يتضاربون بالخشب.

قال الزّبير و أنشدت محمد بن فضالة قول قيس بن الخطيم:

أجالدهم يوم الحديقة حاسرا

كأن يدي بالسيف مخراق لاعب‌

فضحك و قال: ما اقتتلوا يومئذ إلا بالرطائب و السّعف.

قال أبو الفرج: و هذه القصيدة التي استنشدهم إياها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من جيّد شعر قيس بن الخطيم، و مما أنشده نابغة بني ذبيان فاستحسنه و فضّله و قدّمه من أجله.

أنشد النابغة من شعره فاستجاده:

أخبرنا الحسن بن عليّ قال حدّثنا أحمد بن زهير قال حدّثنا الزّبير بن بكّار قال قال أبو غزيّة قال حسّان بن ثابت:

قدم النابغة المدينة فدخل السّوق فنزل عن راحلته، ثم جثا على ركبتيه، ثم اعتمد على عصاه، ثم أنشأ يقول:

عرفت منازلا بعريتنات [5]

فأعلى الجزع للحيّ المبنّ [6]

/ فقلت: هلك الشيخ و رأيته قد تبع قافية منكرة. قال و يقال: إنه قالها في موضعه، فما زال ينشد حتى أتى على آخرها، ثم قال: أ لا رجل ينشد؟ فتقدّم قيس بن الخطيم فجلس بين يديه و أنشده:

أ تعرف رسما كاطّراد المذاهب‌

حتى فرغ منها؛ فقال: أنت أشعر الناس يا ابن أخي. قال حسان: فدخلني منه، و إنّي في ذلك لأجد القوّة في نفسي عليهما [7]، ثم تقدّمت فجلست بين يديه؛ فقال: أنشد فو اللّه إنك لشاعر قبل أن تتكلّم، قال: و كان يعرفني قبل ذلك، فأنشدته؛ فقال أنت أشعر الناس. قال الحسن [8] بن موسى: و قالت الأوس: لم يزد قيس بن/ الخطيم النابغة على:


[1] الحديقة: قرية من أعراض المدينة في طريق مكة، كانت بها وقعة بين الأوس و الخزرج قبل الإسلام (كذا في ياقوت).

[2] المخراق: خرقة مفتولة يلعب بها الصبيان، و تسمى في مصر «بالطرة».

[3] مورّسة: مصبوغة بالورس و هو نبات أصفر تصبغ به الثياب و يتخذ منه طلاء للوجه.

[4] بعاث: موضع في نواحي المدينة، كانت به وقائع بين الأوس و الخزرج في الجاهلية

[5] عريتنات: واد ذكره ياقوت في «معجمه»، و استشهد بأبيات لداود بن شكم أولها:

معرّسنا ببطن عريتنات‌

ليجمعنا و فاطمة المسير

[6] المبن: المقيم.

[7] كذا في أ، م. و في سائر النسخ: «عليهم».

[8] كذا في ح. و في سائر النسخ: «حسين» و سيأتي قريبا «الحسن» باتفاق النسخ.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 3  صفحه : 9
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست