responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 3  صفحه : 8

يخرج وحده بسوطه دون سيفه، فإذا رآه اللص أعطى [1] كل شي‌ء أخذ هيبة له، فإن أمر أصحابه بالرجوع فسبيل ذلك، و إن أبى إلّا أن يمضوا معه فأتني به، فإني أرجو أن تقتله و تقتل أصحابه. و نزل خداش تحت ظل شجرة، و خرج قيس حتى أتى العبديّ فقال له ما أمره خداش فأحفظه، فأمر أصحابه فرجعوا و مضى مع قيس؛ فلما طلع على خداش، قال له: اختر يا قيس إما أن أعينك و إما أن أكفيك؛ قال: لا أريد واحدة منهما، و لكن إن قتلني فلا يفلتنّك؛ ثم ثار إليه [2] فطعنه قيس بالحربة في خاصرته فأنفذها من الجانب الآخر فمات مكانه، فلما فرغ منه قال له خداش: إنا إن فررنا الآن طلبنا قومه، و لكن ادخل بنا مكانا قريبا من مقتله، فإن قومه لا يظنون أنك قتلته و أقمت قريبا منه [3]، و لكنهم إذا افتقدوه اقتفوا أثره، فإذا وجدوه قتيلا خرجوا في طلبنا في كل وجه، فإذا يئسوا رجعوا.

قال: فدخلا في دارات من رمال هناك، و فقد العبديّ قومه فاقتفوا أثره فوجدوه قتيلا، فخرجوا يطلبونهما في كل وجه ثم رجعوا، فكان من أمرهم ما قال خداش. و أقاما مكانهما أياما ثم خرجا، فلم يتكلما حتى أتيا منزل خداش، ففارقه عنده/ قيس بن الخطيم و رجع إلى أهله. ففي ذلك يقول قيس:

تذكّر ليلى حسنها و صفاءها

و بانت فما إن يستطيع لقاءها

و مثلك قد أصبيت ليست بكنّة [4]

و لا جارة أفضت إليّ خباءها [5]

/ إذا ما اصطبحت أربعا خطّ مئزري [6]

و أتبعت دلوي في السّماح رشاءها [7]

ثأرت عديّا و الخطيم فلم أضع‌

وصيّة [8] أشياخ جعلت إزاءها

و هي قصيدة طويلة.

استنشد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم شعره و أعجب بشجاعته:

أخبرني أحمد بن عبيد اللّه بن عمّار قال حدّثني يعقوب بن إسرائيل قال حدّثنا زكريا بن يحيى المنقريّ قال حدّثنا زياد بن بيان [9] العقيليّ قال حدّثنا أبو خولة الأنصاريّ عن أنس بن مالك قال:

جلس رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في مجلس ليس فيه إلا خزرجيّ ثم استنشدهم قصيدة قيس بن الخطيم، يعني قوله:

أ تعرف رسما كاطّراد [10] المذاهب‌

لعمرة وحشا غير موقف راكب‌

فأنشده بعضهم إياها، فلما بلغ إلى قوله:


[1] كذا في أغلب النسخ. و في ب، س، ح: «أعطاه ... أخذه».

[2] في ط، ح، ء: «نازله».

[3] في أ، م: «منهم».

[4] الكنة: امرأة الابن أو الأخ.

[5] في «ديوانه»: «حياءها» يريد أنه ليس بينه و بينها ستر.

[6] يريد أنه إذا شرب أربعا اختال حتى جرّ ثوبه من الخيلاء.

[7] يريد أنه بلغ في السماح منتهاه. يقال: أتبع الدلو رشاءها و أتبع الفرس لجامها إذا بذل آخر مجهوده.

[8] رويت في صفحة 3 من هذا الجزء: «ولاية».

[9] في ط، ى: «بنان» بالنون.

[10] الاطراد: التتابع. و المذاهب: واحدها مذهب و هو جلد تجعل فيه خطوط مذهبة بعضها في أثر بعض.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 3  صفحه : 8
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست