يخرج وحده بسوطه دون سيفه، فإذا رآه اللص أعطى [1] كل شيء أخذ هيبة
له، فإن أمر أصحابه بالرجوع فسبيل ذلك، و إن أبى إلّا أن يمضوا معه فأتني به، فإني
أرجو أن تقتله و تقتل أصحابه. و نزل خداش تحت ظل شجرة، و خرج قيس حتى أتى العبديّ
فقال له ما أمره خداش فأحفظه، فأمر أصحابه فرجعوا و مضى مع قيس؛ فلما طلع على
خداش، قال له: اختر يا قيس إما أن أعينك و إما أن أكفيك؛ قال: لا أريد واحدة
منهما، و لكن إن قتلني فلا يفلتنّك؛ ثم ثار إليه [2] فطعنه قيس بالحربة في خاصرته
فأنفذها من الجانب الآخر فمات مكانه، فلما فرغ منه قال له خداش: إنا إن فررنا الآن
طلبنا قومه، و لكن ادخل بنا مكانا قريبا من مقتله، فإن قومه لا يظنون أنك قتلته و
أقمت قريبا منه [3]، و لكنهم إذا افتقدوه اقتفوا أثره، فإذا وجدوه قتيلا خرجوا في
طلبنا في كل وجه، فإذا يئسوا رجعوا.
قال: فدخلا في
دارات من رمال هناك، و فقد العبديّ قومه فاقتفوا أثره فوجدوه قتيلا، فخرجوا
يطلبونهما في كل وجه ثم رجعوا، فكان من أمرهم ما قال خداش. و أقاما مكانهما أياما
ثم خرجا، فلم يتكلما حتى أتيا منزل خداش، ففارقه عنده/ قيس بن الخطيم و رجع إلى
أهله. ففي ذلك يقول قيس:
استنشد رسول
اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم شعره و أعجب بشجاعته:
أخبرني أحمد بن
عبيد اللّه بن عمّار قال حدّثني يعقوب بن إسرائيل قال حدّثنا زكريا بن يحيى
المنقريّ قال حدّثنا زياد بن بيان [9] العقيليّ قال حدّثنا أبو خولة الأنصاريّ عن
أنس بن مالك قال:
جلس رسول اللّه
صلّى اللّه عليه و سلّم في مجلس ليس فيه إلا خزرجيّ ثم استنشدهم قصيدة قيس بن
الخطيم، يعني قوله: