و قال ابن
الأعرابيّ: أجدب ناس من بني عبس في سنة أصابتهم فأهلكت أموالهم و أصابهم جوع شديد
و بؤس، فأتوا عروة بن الورد فجلسوا أمام بيته، فلمّا بصروا به صرخوا و قالوا: يا
أبا الصّعاليك، أغثنا؛ فرقّ لهم و خرج ليغزو بهم/ و يصيب معاشا، فنهته امرأته عن
ذلك لما تخوّفت عليه من الهلاك، فعصاها و خرج غازيا، فمرّ بمالك بن حمار الفزاريّ
ثم الشّمخيّ [1]؛ فسأله: أين يريد؟ فأخبره، فأمر له بجزور فنحرها فأكلوا منها؛ و
أشار عليه مالك أن يرجع، فعصاه و مضى حتّى انتهى إلى بلاد بني القين، فأغار عليهم
فأصاب هجمة [2] عاد بها على نفسه و أصحابه؛ و قال في ذلك:
[5] أهدج:
وصف من الهدج أو الهدجان، و هو اضطراب المشي من الكبر. و لهذا سموا مشية الشيخ
هدجانا. و الرأل: ولد النعام أو حوليه. و شبه الشيخ به في مشيته لأن في مشيته
ارتعاشا، يقال: هدج الظليم يهدج هدجانا إذا مشى وعدا في ارتعاش.
[6] في ط:
«فكل منايا القوم». و في «ديوان الحماسة»:
فإن منايا القوم شر من الهزل
و هو لا
يؤدّي المعنى المراد.
[7] الهزل:
الضعف و قلة الشحم و اللحم و هو نقيض السمن.