و قال ابن
الأعرابيّ في هذه الرّواية أيضا: كان عروة قد سبى امرأة من بني هلال بن عامر بن
صعصعة يقال لها:
ليلى بنت
شعواء، فمكثت عنده زمانا و هي معجبة له تريه أنّها تحبّه، ثم استزارته أهلها
فحملها حتّى أتاهم بها، فلمّا أراد الرّجوع أبت أن ترجع معه، و توعّده قومها
بالقتل فانصرف عنهم، و أقبل عليها فقال لها: يا ليلى، خبّري صواحبك [5] عنّي كيف
أنا؛ فقالت: ما أرى لك عقلا! أ تراني قد اخترت عليك و تقول: خبّري عنّي! فقال في
ذلك:
و هي طويلة.
قال: ثمّ إن بني عامر أخذوا امرأة من بني عبس ثم من بني سكين يقال لها أسماء، فما
لبثت عندهم إلّا يوما حتّى استنقذها قومها؛ فبلغ عروة أنّ عامر بن الطّفيل فخر
بذلك و ذكر أخذه إيّاها، فقال عروة يعيّرهم [10] بأخذه ليلى بنت شعواء الهلالية:
إن تأخذوا أسماء موقف ساعة
فمأخذ ليلى و هي عذراء أعجب
لبسنا زمانا حسنها و شبابها
و ردّت إلى شعواء و الرّأس أشيب
[1]
كذا في ط. و في ب، س: «تحدّ». و في ح: «لحدّ» و المراد أنها باتت متكئة على
مرفقيها.
[9] غضور:
مدينة فيما بين المدينة إلى بلاد خزاعة و كنانة، و بهذا شرح ابن السكيت غضور في
قول عروة:
عفت بعدنا من أم حسان غضور
و في الرمل منها آية لا تغير
(انظر «معجم البلدان» لياقوت في اسم «غضور»).
[10] أنكر
صاحب «القاموس» استعمال «عير» متعديا بالباء و قال: و عيره الأمر و لا تقل بالأمر.
و قال صاحب «اللسان»: و العامّة تقول عيره بكذا. و لكن المرزوقي في «شرح الحماسة»
صرح بأنه يتعدّى بالباء قال: و «المختار» تعديته بنفسه (انظر «شرح القاموس» للسيد
مرتضى).