جدتي [1]، فأتيته و هو صديقي فشكوت إليه ذلك، فلم أصب عنده شيئا،
فأتيت ابن عمّه سعيد بن خالد بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد فشكوت إليه ما شكوته
إلى هذا، فقال: تعود إليّ، فتركته ثلاثا ثم أتيته فسهّل من إذني، فلما استقرّ بي
المجلس قال: يا غلام، قل لقيّمتي: هاتي وديعتي، ففتح بابا بين بيتين و إذا بجارية،
فقال لي: أ هذه بغيتك [2]؟ قلت: نعم فداك أبي و أمّي! قال: اجلس ثم قال: يا غلام،
قل لقيّمتي: هاتي ظبية [3] نفقتي، فأتي بظبية فنثرت بين يديه فإذا فيها مائة دينار
ليس فيها غيرها فردّت في الظّبية، ثم قال: عتيدة [4] طيبي، فأتي بها، فقال:
ملحفة [5]
فراشي، فأتي بها، فصيّر ما في الظبية و ما في العتيدة في حواشي الملحفة، ثم قال:
شأنك بهواك و استعن بهذا عليه؛ فقال له سليمان بن عبد الملك: فذلك حين تقول ما ذا؟
قال: قلت:
ذكر طائفة من
أبيات القصيدة التي مدح بها سعيد بن خالد:
أنا خالد أعني سعيد بن خالد
أخا العرف لا أعني ابن بنت سعيد
و لكنني أعني ابن عائشة الذي
أبو أبويه خالد بن أسيد
عقيد الندى ما عاش يرضى به الندى
فإن مات لم يرض الندى بعقيد
دعوه دعوه إنكم قد رقدتم
و ما هو عن أحسابكم برقود
فقال سليمان:
عليّ يا غلام بسعيد بن خالد، فأتي به، فقال: أحقّ ما وصفك به موسى؟ قال: و ما ذاك
يا أمير المؤمنين؟ فأعاد عليه، فقال: قد كان ذلك/ يا أمير المؤمنين، قال: فما
طوّقتك هذه الأفعال؟ قال: دين ثلاثين ألف دينار؛ فقال له: قد أمرت لك بمثلها و
بمثلها و بمثلها و بثلث مثلها، فحملت إليه مائة ألف دينار؛ قال:
فلقيت سعيد بن
خالد بعد ذلك فقلت له: ما فعل المال الذي وصلك به سليمان؟ قال: ما أصبحت و اللّه
أملك منه إلا خمسين دينارا؛ قلت: ما اغتاله؟ قال: خلّة [6] من صديق أو فاقة من ذي
رحم.
أخبرني وكيع
قال حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة عن مصعب الزبيريّ و محمد بن سلّام قال:
عشق موسى شهوات
جارية [7] بالمدينة فأعطى بها عشرة آلاف درهم؛ ثم ذكر باقي الحديث مثل حديث سليمان
بن أبي شيخ؛ و قال/ و فيه: أما و اللّه لئن مدحته و هو سميّك و أبوه سميّ أبيك و
لم أفرّق بينكما ليقولن للناس:
أ هذا أم هذا،
و لكن و اللّه لأقولنّ قولا لا يشكّ فيه. و تمام هذه الأبيات التي مدح بها سعيدا
بعد الأربعة المذكورة منها: