أتى سعيد بن خالد بن عبد اللّه بن أسيد يستعينه في ثمن الجارية
فأعانه فمدحه:
فأتى سعيد بن
خالد بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد فأخبره بقصّته فأمر له بستة آلاف درهم، فلما
قبضها و نهض قال له: اجلس، إذا ابتعتها بهذا المال و قد أنفدت كلّ ما تملك فبأيّ
حال تعيشان! ثم دفع إليه ألفي درهم و كسوة و طيبا، و قال: أصلح بهذا شأنكما؛ فقال
فيه:
رأى سعيد بن
خالد العثماني في مدحه لسميه الذي أعانه هجوا له فشكاه:
قال: فشكاه
العثمانيّ إلى سليمان بن عبد الملك، فأحصر موسى و قال له: يا عاضّ كذا و كذا، أ
تهجو سعيد بن خالد! فقال: و اللّه يا أمير المؤمنين ما هجوته و لكنّي مدحت ابن
عمّه فغضب هو، ثم أخبره بالقصّة؛ فقال للعثمانيّ: قد صدق، إنما نسب من مدحه إلى
أبيه ليعرف. قال: و كان سليمان إذا نظر إلى سعيد بن خالد بن عبد اللّه يقول: لعمري
و اللّه ما أنت عن أحسابنا برقود.
و أخبرني محمد
بن عبد اللّه اليزيديّ قال حدّثنا سليمان بن أبي شيخ/ قال حدّثنا مصعب بن عبد
اللّه بهذا الحديث فذكر نحو ما ذكره أبو عبيدة و قال فيه:
و كان سعيد بن
خالد هذا تأخذه الموتة [2] في كلّ سنة، فأرادوا علاجه، فتكلّمت صاحبته على لسانه و
قالت:
أنا كريمة بنت
ملحان سيّد الجنّ، و إن عالجتموه قتلتموه، فو اللّه لو وجدت أكرم منه لهويته.
أخبرني وكيع عن
أبي حمزة أنس بن خالد الأنصاريّ عن قبيصة بن عمر بن حفص المهلّبيّ عن أبي عبيدة
قال حدّثني الحارث بن سليمان الهجيميّ [3]،- و هو أبو خالد بن الحارث المحدّث-
قال: و كان عنده رؤبة بن العجّاج، قال:
شهدت مجلس أمير
المؤمنين سليمان بن عبد الملك و أتاه سعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان بن عفّان،
فقال:
يا أمير
المؤمنين، أتيتك مستعديا، قال: و من بك؟ قال: موسى شهوات، قال: و ماله؟ قال: سمّع
[4] بي و استطال في عرضي، فقال: يا غلام،/ عليّ بموسى فأتني به فأتي به، فقال:
ويلك! أ سمعت به و استطلت في عرضه؟ قال:
ما فعلت يا
أمير المؤمنين و لكنّي مدحت ابن عمّه فغضب هو، قال: و كيف ذلك؟ قال: علقت جارية لم
يبلغ ثمنها