responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 3  صفحه : 227

كأن فيهم غداة البين إذ رحلوا

أدماء [1] طاع [2] لها الحوذان [3] و النّفل [4]

- الغناء للغريض ثقيل أوّل بالوسطى عن الهشاميّ و حبش؛ قال حبش: و فيه لابن سريج خفيف رمل بالبنصر، و لإسحاق ثاني ثقيل بالبنصر- فقال له: أحسنت و اللّه يا غريض، هات ما غنّيت فيه أيضا من شعري، فغنّاه في قوله:

صوت‌

يا ليت شعري و كم من منية قدرت‌

وفقا و أخرى أتى من دونها القدر

و مضمر الكشح يطويه الضجيع له‌

طيّ الحمالة [5] لا جاف و لا فقر [6]

له شبيهان [7] لا نقص يعيبهما

بحيث كانا و لا طول و لا قصر

/- لم أعرف لهذا الشعر لحنا في شي‌ء من الكتب و لا سمعته- فقال له الحارث: أحسنت و اللّه يا غريض، إيه، و ما ذا [8] أيضا؟ فغنّاه قوله:

عفت الديار فما بها أهل‌

حزّانها [9] و دماثها [10] السهل‌

إني و ما نحروا غداة منى‌

عند الجمار تؤدها العقل‌

- الأبيات المذكورة و قد مضت نسبتها معها- فقال له الحارث: يا غريض لا لوم في حبّك، و لا عذر في هجرك، و لا لذّة لمن لا يروّح قلبه بك، يا غريض لو لم يكن لي في ولايتي مكّة حظّ إلا أنت لكان حظّا كافيا وافيا، يا غريض إنما الدنيا زينة، فأزين الزينة ما فرح [11] النفس، و لقد فهم قدر الدنيا على حقيقته من فهم قدر الغناء.

أنشدت سكينة بنت الحسين بيتا من شعره فنقدته:

أخبرني الحسن بن عليّ عن أحمد بن زهير عن مصعب الزّبيريّ قال:

أنشدت سكينة بنت الحسين قول الحارث بن خالد:

ففرغن من سبع و قد جهدت‌

أحشاؤهن موائل الخمر


[1] الأدماء: الظبية البيضاء يعلوها جدد فيها غبرة، و قيل هي البيضاء الخالصة البياض، و قيل: هي التي لونها كلون الجبال.

[2] يقال: طاع له المرتع: أي اتسع و أمكنه رعيه متى شاء.

[3] الحوذان: ثبت سهليّ حلو طيّب الطعم.

[4] النفل: نبت من أحرار البقول نوره أصفر طيّب الرائحة.

[5] الحمالة: علاقة السيف.

[6] الفقر: الكسير الفقار، و الفقار: ما انتضد من عظام الصلب من لدن الكاهل إلى العجب.

[7] كذا بالأصول، و لسنا على يقين من المعنى المراد.

[8] في الأصول: «و ما ذلك أيضا».

[9] حزّان- بضم الحاء و كسرها و تشديد الزاي-: جمع «حزيز» و هو موضع من الأرض كثرت حجارته و غلظت كأنها السكاكين، أو هو ما غلظ و صلب من جلد الأرض مع إشراف قليل؛ و في قصيدة كعب بن زهير:

ترمى الغيوب بعيني مفرد لهق‌

إذا توقدت الحزّان و الميل‌

[10] الدماث: السهول من الأرض.

[11] في ح: «فرّج» بالجيم.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 3  صفحه : 227
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست