فقالت: نعطيك
النّصف و لا نضيع سهمك عندنا، و نجزل لك قسمك، و أمرت لي بخمسة آلاف درهم و ثياب
عدنيّة [4] و غير ذلك من الألطاف، و أتيت الحارث بن خالد فأخبرته الخبر و قصصت
عليه القصّة؛ فأمر لي بمثل ما أمرتا لي به جميعا، فأتيت ابن أبي ربيعة و أعلمته
بما جرى، فأمر لي بمثل ذلك، فما انصرف واحد من ذلك الموسم بمثلي ما انصرفت به:
بنظرة/ من عائشة و نظرة من عاتكة و هما من أجمل نساء عالمهما، و بما أمرتا لي به،
و بالمنزلة عند الحارث و هو أمير مكّة، و ابن أبي ربيعة، و ما أجازاني به جميعا من
المال.
لما حجت
عائشة بنت طلحة استأذنها في زيارتها فوعدته ثم هربت:
أخبرني محمد بن
خلف بن المرزبان قال حدّثنا أبو الحسن المروزيّ قال حدّثنا محمد بن سلّام عن يونس
قال:
/ لما حجّت
عائشة بنت طلحة أرسل إليها الحارث بن خالد و هو أمير مكة: أنعم اللّه بك عينا و
حيّاك، و قد أردت زيارتك فكرهت ذلك إلّا عن أمرك، فإن أذنت فيها فعلت؛ فقالت
لمولاة لها جزلة [5]: و ما أردّ على هذا السفيه؟ فقالت لها: أنا أكفيك، فخرجت إلى
الرسول و قالت له: اقرأ عليه السّلام، و قل له: و أنت أنعم اللّه بك عينا و حيّاك،
نقضي نسكنا ثم يأتيك رسولنا إن شاء اللّه، ثم قالت لها: قومي فطوفي و اسعي و اقضي
عمرتك و اخرجي في الليل، ففعلت؛ و أصبح الحارث فسأل عنها فأخبر خبرها، فوجّه إليها
رسولا بهذه الأبيات، فوجدها قد خرجت عن عمل مكّة، فأوصل الكتاب إليها، فقالت
لمولاتها: خذيه فإني أظنه بعض سفاهاته، فأخذته و قرأته و قالت له: ما قلنا إلا
سددا [6] و أنت فارغ للبطالة [7]، و نحن عن فراغك في شغل.
سألت عنه
عائشة بنت طلحة فأرسل إليها شعرا:
أخبرني أحمد بن
عبيد اللّه بن عمّار و أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ و حبيب بن نصر المهلّبيّ و
إسماعيل بن يونس الشّيعيّ قالوا حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثنا إسحاق بن إبراهيم
الموصليّ قال: زعم كلثوم بن أبي بكر بن عمر بن الضّحّاك بن قيس الفهريّ قال: