- قال عمر بن شبّة: و حدّثني محمد بن سلّام
بهذا الخبر على نحو ممّا ذكره أبو غسّان، و زاد فيه:- فقال مولى ابن أبي ربيعة
لمولى الحارث: و اللّه ما يحسن مولاك في شعر إلا نسب إلى مولاي.
قال ابن سلّام:
و أنشد الحارث بن خالد عبد اللّه بن عمر هذه الأبيات كلّها حتى انتهى إلى قوله:
لعرفت مغناها بما احتملت
منّي الضلوع لأهلها قبل
فقال له ابن
عمر: قل: إن شاء اللّه؛ قال: إذا يفسد بها الشعر يا عمّ، فقال له: يا بن أخي، إنه
لا خير في شيء يفسده «إن شاء اللّه». قال عمر: و حدّثني هذه الحكاية إسحاق بن
إبراهيم في مخاطبته لابن عمر و لم يسندها إلى أحد، و أظنّه لم يروها إلا عن محمد
بن سلّام. و أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان عن أبي الفضل المرورّوذيّ عن إسحاق عن
أبي عبيدة، فذكر قصّة الحارث مع ابن عمر مثل الذي تقدّمه.
فضّله كثيّر
الشاعر في الشعر على نفسه و أنشد من شعره:
أخبرني عمّي
قال حدّثنا الكرانيّ قال حدّثنا الرّياشيّ قال حدّثني أبو سلمة الغفاريّ عن يحيى
بن عروة بن أذينة عن أبيه قال:
كان كثيّر
جالسا في فتية من قريش إذ مرّ بهم سعيد الراس [3]، و كان مغنّيا، فقالوا لكثيّر:
يا أبا صخر، هل لك أن نسمعك غناء هذا، فإنه مجيد؟ قال: افعلوا؛ فدعوا به فسألوه أن
يغنّيهم:
[5] أملال و
يقال له ملل: موضع على طريق المدينة إلى مكة على ثمانية و عشرين ميلا من المدينة،
هكذا ذكره ياقوت في «معجمه» و استشهد بهذا البيت من شعر كثيّر.
[7] كذا في
جميع الأصول «ما يستطيع» بدون همزة الاستفهام، و لكن الجواب بكلمة «بلى» يدل على
أن القصد من الجملة الاستفهام، و همزة الاستفهام مما يجوز حذفه (انظر «المغني»
لابن هشام في بحث الألف من الباب الأوّل). و يحتمل أن يكون «ما يستطيع» نفيا محضا
و أن التحريف في «بلى» و أن أصلها «بل» الإضرابية.