responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 3  صفحه : 177

إني لأيأس منها ثم يطمعني‌

فيها احتقارك للدنيا و ما فيها

قال: فعملت فيه لحنا و غنيته به، فقال: ما هذا؟ فأخبرته خبر أبي العتاهية، فقال: ننظر فيما سأل، فأخبرت أبا العتاهية، ثم مضى شهر فجاءني و قال: هل حدث خبر؟ فقلت: لا، قال: فاذكرني للمهديّ، قلت: إن أحببت ذلك فقل شعرا تحرّكه و تذكّره وعده حتى أغنّيه به، فقال:

صوت‌

ليت شعري ما عندكم ليت شعري‌

فلقد أخّر الجواب لأمر

ما جواب أولى بكلّ جميل‌

من جواب يردّ من بعد شهر

قال يزيد: فغنّيت به المهديّ فقال: عليّ بعتبة فأحضرت، فقال: إنّ أبا العتاهية كلّمني فيك، فما تقولين، و لك و له عندي ما تحبّان مما لا تبلغه أمانيكما؟ فقالت له: قد علم أمير المؤمنين ما أوجب اللّه عليّ من حقّ مولاتي، و أريد أن أذكر لها هذا، قال: فافعلي؛ قال: و أعلمت أبا/ العتاهية، و مضت أيّام فسألني معاودة المهديّ، فقلت: قد عرفت الطريق فقل ما شئت حتى أغنّيه به، فقال:

صوت‌

أشربت قلبي من رجائك ما له‌

عنق يخبّ إليك بي و رسيم‌

و أملت نحو سماء جودك ناظري‌

أرعى مخايل برقها و أشيم‌

و لربّما استيأست ثم أقول لا

إنّ الذي وعد النجاح كريم‌

قال يزيد: فغنّيته المهديّ، فقال: عليّ بعتبة فجاءت، فقال: ما صنعت؟ فقالت: ذكرت ذلك لمولاتي فكرهته و أبته، فليفعل أمير المؤمنين ما يريد، فقال: ما كنت لأفعل شيئا تكرهه، فأعلمت أبا العتاهية بذلك، فقال:

قطّعت منك حبائل الآمال‌

و أرحت من حلّ و من ترحال‌

ما كان أشأم إذ رجاؤك قاتلي [1]

و بنات وعدك يعتلجن [2] ببالي‌

و لئن طمعت لربّ برقة خلّب‌

مالت بذي [3] طمع و لمعة آل‌

مغازلته لجارية:

أخبرني محمد بن أبي الأزهر قال حدّثني حمّاد بن إسحاق عن أبيه قال:

قال يزيد حوراء: كنت أجلس بالمدينة على أبواب قريش، فكانت تمرّ بي جارية تختلف إلى الزرقاء تتعلّم منها الغناء، فقلت لها يوما: افهمي قولي و ردّي جوابي و كوني عند ظنّي، فقالت: هات ما عندك، فقلت: باللّه ما


[1] هكذا في جميع الأصول و «الديوان»، و في كتاب «زهر الآداب»: «قادني».

[2] كذا في ح، و يعتلجن ببالي: يقعن و يخطرن، على المجاز من قولهم: اعتلج الموج إذا التطم. و في باقي الأصول: «يعتجلن» و هو تحريف.

[3] في كل الأصول: «مالت به طمع»، و هو تحريف و التصويب عن «ديوان أبي العتاهية» و «كتاب زهر الآداب».

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 3  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست