/ أخبرنا محمد
بن عمران الصيرفيّ قال حدّثنا الحسن بن عليل العنزيّ قال حدّثنا أحمد بن خلّاد
قال: أنشدت الأصمعيّ قول بشّار يهجو باهلة:
/
و دعاني معشر كلّهم
حمق دام لهم ذاك الحمق
ليس من جرم و لكن غاظهم
شرفي العارض قد سدّ الأفق
فاغتاظ الأصمعيّ
فقال: ويلي على هذا العبد القنّ ابن [2] القنّ!.
حديثه مع
امرأة في الشيب:
نسخت من كتاب
هارون بن عليّ بن يحيى قال حدّثني عليّ بن مهدي. قال حدّثني عباس بن خالد قال سمعت
غير واحد من أهل البصرة يحدّث:
أنّ امرأة قالت
لبشّار: أيّ رجل أنت لو كنت أسود اللحية و الرأس! قال بشّار: أ ما علمت أن بيض
البزاة أثمن من سود الغربان؛ فقالت له: أمّا قولك فحسن في السّمع، و من لك بأن
يحسن شيبك في العين كما حسن قولك في السّمع! فكان بشّار يقول: ما أفحمني قطّ غير
هذه المرأة.
أحب الأشياء
إليه:
و نسخت من
كتابه: حدّثني عليّ بن مهديّ قال حدّثني إسحاق بن كلبة قال قال لي أبو عثمان
المازنيّ:
سئل بشار: أيّ
متاع الدنيا آثر عندك؟ فقال: طعام مزّ [3]، و شراب مرّ، و بنت عشرين بكر.
دخل إليه
نسوة و طلب من إحداهنّ أن تواصله فأبت فقال شعرا:
أخبرني عمي قال
حدّثني عبد اللّه بن أبي سعد، و أخبرنا الحسن بن عليّ قال حدّثني أحمد بن أبي طاهر
قال حدّثني عبد اللّه بن أبي سعد قال حدّثني أبو توبة عن صالح بن عطيّة قال:
كان النساء
المتظرّفات يدخلن إلى بشّار في كلّ جمعة يومين، فيجتمعن عنده و يسمعن من شعره،
فسمع كلام امرأة منهنّ فعلقها قلبه و راسلها يسألها أن تواصله؛/ فقالت لرسوله: و
أيّ معنى فيك لي أو لك فيّ! و أنت أعمى لا تراني فتعرف حسني و مقداره، و أنت قبيح
الوجه فلا حظّ لي فيك! فليت شعري لأيّ شيء تطلب وصال مثلى! و جعلت تهزأ به في
المخاطبة؛ فأدّى الرّسول الرّسالة، فقال له: عد إليها فقل لها:
[1]
الشرع: الرماح و المراد بها هنا الخواطر و ما إليها مجازا، و تعتلج: تتضارب و
نتمارس.