أخبرني عمّي
قال حدّثنا أبو أيّوب المدينيّ قال قال أبو عدنان حدّثني يحيى بن الجون قال:
دخل بشّار يوما
على عقبة بن سلّم فأنشده قوله فيه:
صوت
إنّما لذّة الجواد ابن سلّم
في عطاء و مركب للّقاء
ليس يعطيك للرجاء و لا الخو
ف و لكن يلذّ طعم العطاء
يسقط الطير حيث ينتثر الح
بّ و تغشى منازل الكرماء
لا أبالي صفح اللئيم و لا تج
ري دموعي على الحرون الصّفاء
فعلى عقبة السلام مقيما
و إذا سار تحت ظلّ اللواء
فوصله [5]
بعشرة آلاف درهم. و في هذه الأبيات خفيف رمل مطلق في مجرى البنصر لرذاذ، و هو من
مختار صنعته و صدورها و مما تشبّه فيه بالقدماء و مذاهبهم.
كان خلف
الأحمر و خلف بن أبي عمرو يرويان عنه شعره:
أخبرني أحمد بن
العباس العسكريّ قال حدّثنا الحسن بن عليل العنزيّ قال حدّثنا أحمد بن خلّاد عن
الأصمعيّ، و أخبرني به الحسن بن عليّ قال حدّثنا محمد بن القاسم بن مهرويه قال
حدّثني أحمد بن خلّاد عن الأصمعيّ قال:
/ كنت أشهد خلف
بن أبي عمرو بن العلاء و خلفا الأحمر يأتيان بشّارا و يسلّمان عليه بغاية التعظيم
ثم يقولان: يا أبا معاذ، ما أحدثت؟ فيخبرهما و ينشدهما و يسألانه و يكتبان عنه
متواضعين له حتى يأتي وقت الظهر ثم ينصرفان عنه، فأتياه يوما فقالا له: ما هذه
القصيدة التي أحدثتها في سلّم [6] بن قتيبة؟ قال: هي التي بلغتكما؛
[1]
الرائحة: واحدة الروائح و هي السحب التي تجيء رواحا، و يقابلها «الغادية».