/ قال: فطرب الوليد و قال: من لي بمزاج كاسي
هذه من ريق سلمى فيروى ظمئي و تطفأ غلّتي! ثم بكى حتى مزج كأسه بدمعه، و قال: إن
فاتنا ذاك فهذا.
هجا جاره أبا
زيد فهجاه:
أخبرني عمّي
قال حدّثنا عبد اللّه بن أبي سعد قال حدّثني محمد بن محمد بن سليمان الطّفاويّ قال
حدّثني عبد اللّه بن أبي بكر- و كان جليسا لبشّار- قال: كان لنا جار يكنى أبا زيد
و كان صديقا لبشّار، فبعث إليه يوما يطلب منه ثيابا بنسيئة [2] فلم يصادفها عنده،
فقال يهجوه:
ألا إنّ أبا زيد
زنى في ليلة القدر
و لم يرع، تعالى اللّ
ه ربّي، حرمة الشّهر
و كتبها في
رقعة و بعث بها إليه، و لم يكن أبو زيد ممن يقول الشعر، فقلبها و كتب في ظهرها:
ألا إن أبا زيد
له في ذلكم عذر
/ أتته
أمّ بشّار
و قد ضاق بها الأمر
فواثبها فجامعها
و ما ساعده الصّبر
قال: فلما قرئت
على بشّار غضب و ندم على تعرّضه لرجل لا نباهة له، فجعل ينطح الحائط برأسه غيظا،
ثم قال: لا تعرّضت لهجاء سفلة [3] مثل هذا أبدا.
شعره في
قينة:
أخبرني عمّي
قال حدّثنا ابن مهرويه قال حدّثني بعض ولد أبي عبيد اللّه وزير المهديّ، قال:
دخل بشّار على
المهديّ و قد عرضت عليه [4] جارية مغنّية فسمع غناءها فأطربه و قال لبشّار: قل في
صفتها شعرا؛ فقال:
[1]
الرود: الشابة الحسنة الشباب و الأصل فيها الهمز و قد سهلت للضرورة.
[2] النسيئة:
التأخير، يقال: باعه بنسيئة: إذا أخر له عن الشيء المبيع.