responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 3  صفحه : 116

حتى إذا وجدت ريحي فأعجبها

و نحن في خلوة مثلّث إنسانا

فحرّكت عودها ثم انثنت طربا

تشدو به ثم لا تخفيه كتمانا:

أصبحت أطوع خلق اللّه كلّهم‌

لأكثر الخلق لي في الحبّ عصيانا)

/ فقلت أطربتنا يا زين مجلسنا

فهات إنك بالإحسان أولانا

لو كنت أعلم أنّ الحبّ يقتلني‌

أعددت لي قبل أن ألقاك أكفانا

فغنّت الشّرب صوتا مؤنقا [1] رملا

يذكي السّرور و يبكي العين ألوانا:

لا يقتل اللّه من دامت مودّته‌

و اللّه يقتل أهل الغدر أحيانا)

و وجّه بالأبيات إليها، فبعث إليه سيّدها بألفي دينار و سرّ بها سرورا شديدا.

أغضبه أعرابيّ عند مجزأة بن ثور فهجاه:

أخبرني أحمد بن العباس العسكريّ قال حدثني الحسن بن عليل قال حدثني عليّ بن منصور أبو الحسن الباهليّ قال حدّثني أبو عبد اللّه المقرئ الجحدريّ الذي كان يقرأ في المسجد الجامع بالبصرة، قال:

دخل أعرابيّ على مجزأة بن ثور السّدوسيّ و بشّار عنده و عليه بزّة الشعراء، فقال الأعرابيّ: من الرجل؟

فقالوا: رجل شاعر؛ فقال: أ مولى هو أم عربيّ؟ قالوا: بل مولى؛ فقال الأعرابيّ: و ما للموالي و للشعر! فغضب بشّار و سكت هنيهة، ثم قال: أ تأذن لي يا أبا ثور؟ قال: قل ما شئت يا أبا معاذ؛ فأنشأ بشّار يقول:

خليلي لا أنام على اقتسار

و لا آبى على مولى و جار

سأخبر فاخر الأعراب عنّي‌

و عنه حين تأذن بالفخار

أ حين كسيت بعد العري خزّا

و نادمت الكرام على العقار

تفاخر يا ابن راعية و راع‌

بني الأحرار حسبك من خسار

و كنت إذا ظمئت إلى قراح‌

شركت الكلب في ولغ الإطار [2]

تريغ [3] بخطبة كسر المواني‌

و ينسيك المكارم صيد فار

/ و تغدو [4] للقنافذ تدّريها [5]

و لم تعقل [6] بدرّاج [7] الدّيار

و تتّشح [8] الشّمال للابسيها

و ترعى الضأن بالبلد القفار


[1] مؤنقا: معجبا، يقال: آنقني الشي‌ء فهو مؤنق و أنيق كما يقال مؤلم و أليم؛ و الرمل: ضرب من الأغاني.

[2] من معاني الإطار: ما حول البيت فلعله المراد هنا و أن الكلب بلغ في المياه الراكدة حول الدور.

[3] تريغ: تريد و تطلب و هو المناسب لسياق الكلام، و في جميع لأصول: «تريع» بالعين المهملة.

[4] كذا في أكثر الأصول بالغين المعجمة. وى ح: «تعدو» بالعين المهملة.

[5] تدّريها: تختلها لتصيدها.

[6] كذا في جميع النسخ، و لعله «تعلق»، يريد أنه يحاول صيد القنافذ و لا يلحقها.

[7] الدرّاج: القنفذ.

[8] كذا في جميع النسخ، و لعله «و تنتسج» بمعنى «تنسج»، و الشمال: جمع شملة و هي الكساء يتشح به؛ و في حديث عليّ قال للأشعث بن قيس: «إن أبا هذا كان ينسج الشمال باليمين»؛ و لا يخفى ما في هذه المقابلة من الحسن.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 3  صفحه : 116
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست