أخبرني الحسن
بن عليّ قال حدّثنا أحمد بن زهير قال حدّثنا الزّبير قال قال سليمان بن داود
المجمّعيّ:
كان قيس بن
الخطيم مقرون الحاجبين أدعج [1] العينين أحمر الشفتين برّاق الثّنايا كأن بينها
برقا، ما رأته حليلة رجل قطّ إلّا ذهب عقلها.
أمر حسان
الخنساء بهجوه فأبت:
أخبرني الحسن
قال حدّثنا محمد قال حدّثنا الزّبير قال حدّثني حسن بن موسى عن سليمان بن داود
المجمّعيّ قال:
/ قال حسّان بن
ثابت للخنساء: أهجي قيس بن الخطيم؛ فقالت: لا أهجو أحدا أبدا حتى أراه. قال:
فجاءته يوما
فوجدته في مشرقة [2] ملتفّا في كساء له، فنخسته برجلها و قالت: قم، فقام؛ فقالت:
أدبر، فأدبر؛ ثم قالت: أقبل، فأقبل. قال: و اللّه لكأنها تعترض عبدا تشتريه، ثم
عاد إلى حاله نائما؛ فقالت: و اللّه لا أهجو هذا أبدا.
عرض عليه
رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم الإسلام فاستنظره حتى يقدم المدينة:
قال الزّبير و
حدّثني عمّي مصعب قال:
كانت عند قيس
بن الخطيم حوّاء بنت يزيد بن سنان بن كريز بن زعوراء [3] فأسلمت، و كانت تكتم قيس
بن الخطيم إسلامها، فلما قدم قيس مكة عرض عليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم
الإسلام، فاستنظره قيس حتى يقدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم المدينة؛ فسأله
رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أن يجتنب زوجته حواء بنت يزيد، و أوصاه بها
خيرا، و قال له: إنها قد أسلمت؛ ففعل قيس و حفظ وصيّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه
و سلّم؛ فبلغ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فقال: «و في الأديعج».
قال أبو الفرج
و أحسب هذا غلطا من مصعب، و أن صاحب هذه القصة قيس بن شمّاس، و أما قيس بن الخطيم
فقتل قبل الهجرة.
قتله الخزرج
بعد هدأة الحرب بينهم و بين الأوس:
أخبرني علي بن
سليمان الأخفش النحويّ عن أبي سعيد السّكّريّ عن محمد بن حبيب عن ابن الأعرابيّ عن
المفضّل:
/ أن حرب الأوس
و الخزرج لما هدأت، تذكرت الخزرج قيس بن الخطيم و نكايته فيهم، فتوامروا [4]