و تواعدوا قتله؛ فخرج عشيّة من منزله في ملاءتين يريد مالا له
بالشّوط [1] حتى مرّ بأطم [2] بني حارثة، فرمي من الأطم بثلاثة أسهم، فوقع أحدها
في صدره، فصاح صيحة سمعها رهطه، فجاءوا فحملوه إلى منزله، فلم يروا له كفؤا إلا
أبا صعصعة يزيد بن عوف بن مدرك النّجّاريّ، فاندسّ إليه رجل حتى اغتاله في منزله،
فضرب عنقه و اشتمل على رأسه، فأتى به قيسا و هو بآخر رمق، فألقاه بين يديه و قال:
يا قيس قد أدركت بثأرك؛ فقال: عضضت بأير أبيك إن كان غير أبي صعصعة! فقال: هو أبو
صعصعة، و أراه الرأس! فلم يلبث قيس بعد ذلك أن مات.
مهاجاته حسان
بن ثابت:
و هذا الشعر
أعني:
أجدّ بعمرة غنيانها
فيما قيل يقوله
قيس في عمرة بنت رواحة، و قيل: بل قاله في عمرة: امرأة كانت لحسّان بن ثابت، و هي
عمرة بنت صامت بن خالد. و كان حسّان ذكر [3] ليلى بنت الخطيم في شعره، فكافأه قيس
بذلك، و كان هذا في حربهم التي يقال لها يوم الرّبيع [4].
فأخبرني الحسن
بن عليّ قال حدّثنا أحمد بن زهير قال أخبرنا الزّبير قال حدّثني مصعب قال:
/ مرّ حسّان بن
ثابت بليلى بنت الخطيم- و قيس بن الخطيم أخوها بمكة حين خرجوا يطلبون الحلف في
قريش- فقال لها حسان: اظعني فالحقي بالحيّ فقد ظعنوا، و ليت شعري/ ما خلّفك و ما
شأنك: أقلّ ناصرك أم راث رافدك [5]؟ فلم تكلّمه و شتمه نساؤها؛ فذكرها في شعره في
يوم الربيع الذي يقول فيه: