و أخبرني أحمد بن عبيد
اللّه [1] بن عمّار، قال: حدّثني عليّ بن محمد النّوفلي عن أبي عمر الزّهري، قال:
حدّثني أبي:
أنّ عبد اللّه بن مصعب
خاصم رجلا من ولد عمر بن الخطّاب بحضرة المهديّ، فقال له عبد اللّه بن مصعب:
أنا ابن صفيّة، قال، هي
أدنتك من الظّلّ و لولاها لكنت/ ضاحيا و كنت بين الفرث و الحويّة [2]. قال: أنا
ابن الحواريّ [3] قال له العمريّ: بل أنت بن وردان المكاري [3] قال: و كان يقال:
إنّ أمّه كانت تهوى رجلا يكرى الحمير يقال له وردان، فكان [4] من يسبّه ينسبه
إليه، و قال فيه الشّاعر:
فقال: و اللّه لأنا بأبي
أشبه من التمرة بالتمرة و الغراب بالغراب، قال له العمري: كذبت، و إلا فأخبرني ما
بال آل الزّبير ثطّ اللّحى [6] و أنت ألحى [7] و مالهم [8] سمرا جعادا و أنت أحمر
سبط؟ قال: أ لي تقول هذا يا بن قتيل أبي لؤلؤة قال العمريّ: يا بن قتيل ابن جرموز
على ضلالة، أ تعيّرني أن قتل أبي رجل نصرانيّ و هو أمير المؤمنين قائما يصلي في
محرابه و قد قتل أباك رجل مسلم بين الصّفّين [9] يدفعه عن باطل، و يدعوه إلى حق،
فأنا أقول: رحم اللّه ابن جرموز، فقل أنت: رحم اللّه أبا لؤلؤة، ثم أقبل على
المهديّ فقال:
أ لا تسمع يا أمير
المؤمنين ما يقول عائد الكلب في عمر بن الخطاب، و قد عرفت ما كانت بينه و بين أبيك
العبّاس بن عبد المطلب [10] ابنه عبد اللّه من المودّة، و تعلم ما بين [10]/ جده/
عبد اللّه بن الزّبير، و بين جدّك عبد اللّه [11] ابن العباس من العداوة فأعن [12]
يا أمير المؤمنين أولياءك على أعدائك، فوثب رجل من آل طلحة، فقال له: يا أمير
المؤمنين، أ لا تكفّ هذين السّفيهين عن تناول أعراض أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه
عليه و سلّم و آله؟ و تكلّم النّاس بينهما و توسّطوا كلامهما و أكثروا، فأمر
المهديّ بكفّهما و التّفريق بينهما.
كان يلقب عائد الكلب
قال النّوفليّ: و كان عبد
اللّه بن مصعب يلقّب عائد الكلب لقوله: