شجا قلبي غزال ذو
دلال واضح السّنّه
أسيل الخدّ مربوب
و في منطقه غنّه
ألا إنّ الغواني قد
برى جسمي هواهنّه
و قالوا: شفّك الحور
هوى قلت لهم: إنّه
و لكنّي على ذاك
معنى بأذاهنّه [1]
أراح اللّه عمّارا
من الدّنيا و منهنّه
بعيدات قريبات
فلا كان و لا كنّه
فقد أذهل منّي العقل
و القلب شجا هنّه
يمنّين الأباطيل
و يجحدن الذي قلنه
يتغزل بقصيدة أخرى ميمية طويلة
[2] و قوله أيضا:
يا دوم دام صلاحكم
و سقاك ربّي صفوة الدّيم
من كلّ دان مسبل هطل
متتابع سحّ من الرّهم [3]
ترد الوحوش إليه سارعة
و الطير أفواجا من القحم [4]
قلقلت من وجد بكم كبدي
و صدعت صدعا غير ملتئم
و تركتني لعواذلي غرضا
كاللّحم متّركا على الوضم [5]
/ برح الخفاء و قد علمت به
إني لحبّك غير مكتتم
أخفيته حتّى و هي جلدي
و برى فؤادي و استباح دمي
يا أحسن الثّقلين كلّهم
و أتمّ من يخطو على قدم
يصبوا الحليم لحسن بهجتها
و يزيده ألما إلى أ لم
تفترّ عن سمطين من برد
متفلّج عن حسن مبتسم [6]
كالأقحوان لغبّ سارية
جنح العشاء ينير في الظّلم
حمّ اللّثات يروق ناظره
ما عيب من روق و لا قصم [7]
[1] ب، س «معنى بأذاكنه».
[2] أثبتنا هذه القصيدة من ف، خد، و هي ساقطة من بقية النسخ.
[3] أسبل السحاب: أمطر. و سحاب هطل: متتابع. و الرهم جمع رهمة: المطر الدائم أيضا.
[4] القحم جمع قحمة، و هو القحط.
[5] الوضم: ما وقي به اللحم عن الأرض من خشب و حصير.
[6] سمطين: تثنية سمط، و هو الخيط ما دام الخرز و نحوه منظوما فيه. و متفلج: أي منفرج، يصف أسنانها بالاعتدال و الحسن.
[7] الروق: طول الأسنان، و القصم: انكسار الثنية من النصف، يؤكد وصف أسنانها بالحسن و الجمال.