responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 24  صفحه : 335

قال: فضحك الوليد حتى سقط على قفاه، و صفّق بيديه و رجليه، و أمر بالشراب فأحضر، و أمرني بالإنشاد، فجعلت أنشده هذه الأبيات و أكرّرها عليه، و هو يشرب و يصفّق حتى سكر، و أمر لي بحلّتين و ثلاثين ألف درهم، فقبضتها، ثم قال لي: ما فعل عمّار؟ فقلت: حيّ كميّت، قد عشي [1] بصره، و ضعف جسمه و لا حراك به. فأمر له بعشرة آلاف درهم، فقلت له: أ لا أخبر أمير المؤمنين بشي‌ء يفعله لا ضرر عليه فيه،/ و هو أحبّ إلى عمّار من الدّنيا بحذافيرها لو سيقت إليه؟ فقال: و ما ذاك؟ قلت: إنه لا يزال ينصرف من الحانات و هو سكران، فترفعه الشّرط، فيضرب الحدّ، فقد قطّع بالسّياط، و هو لا يدع الشّراب و لا يكفّ عنه. فتكتب بألّا يعرض له. فكتب إلى عامله بالعراق ألّا يرفع إليه أحد من الحرس عمّارا في سكر و لا غيره إلا ضرب الرافع له حدّين و أطلق عمّارا.

فأخذت المال و جئته به، و قلت له: ما ظننت أنّ اللّه يكسب أحدا بشعرك نقيرا [2] و لا يسأل عنه عاقل، حتى كسبت بأوضع شي‌ء قلته ثلاثين ألفا، قال: عزّ عليّ فذلك لقلّة شكرك يا بن الزانية [3]، فهات نصيبي منها، فقلت:

لقد استغنيت عن ذلك بما خصصت به، و دفعت إليه العشرة آلاف درهم. فقال: وصلك اللّه يا أخي و جزاك اللّه خيرا، و لكنها سبب هلاكي و قتلي، لأني أشرب بها ما دام [4] معي منها درهم، و أضرب أبدا حتى أموت، فقلت له:

لقد كفيتك ذلك، و هذا عهد أمير المؤمنين ألّا تضرب، و أن يضرب كلّ من يرفعك حدّين: فقال: و اللّه لأنا أشدّ فرحا بهذا من فرحي بالمال [5]، فجزيت خيرا من أخ و صديق؛ و قبض المال فلم يزل يشرب حتى مات، و بقيّته عنده.

يهجو امرأته فتضربه‌

نسخت من كتاب الحزنبل المشتمل على شعر عمّار و أخباره:

أنّ عمّارا ذا كبار كانت له امرأة يقال لها دومة بنت رباح، و كان يكنّيها أمّ عمّار و كانت قد تخلّقت بخلقه في شرب الشّراب و المجون و السّفه، حتى صارت [6] تدخل/ الرجال عليها و تجمعهم على الفواحش، ثم حجّت في إمارة يوسف بن عمر [7] فقال لها عمار:

اتقي اللّه قد حججت و توبي‌

لا يكوننّ ما صنعت خبالا

ويك يا دوم لا تدومي على الخم

ر و لا تدخلي عليك الرّجالا

إنّ بالمصر يوسفا فاحذريه‌

لا تصيري للعالمين نكالا

و ثقيف إن تثقفنك بحدّ

لم يساو الإهاب منك قبالا [8]

/ قد مضى ما مضى و قد كان ما كا

ن و أودى الشّباب منك فزالا


[1] «المختار»: «قد غشي بصره».

[2] «المختار»، خد «يكسب بشعرك أحدا خيرا».

[3] خد «يا بن الفاعلة».

[4] «المختار»: «ما دار معي منها درهم».

[5] ف «أشد فرحا به مني بالمال».

[6] «المختار»، خد «حتى يدخل الرجال إليها».

[7] «المختار»: «في إمارة مخرمة بن عمرو».

[8] «المختار»:

« ثقيف إن ثقفتك ...

... لا يساوي»

و القبال: سير في النعل بين الإصبع الوسطى و التي تليها.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 24  صفحه : 335
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست