بنت القتّال فخرج القتال
في سفر له، فلمّا آب منه أقبل حين أناخ إلى أهله، فوجد عند بنت ورقاء جرير بن
الحصين، فلمّا رأى جرير القتّال نهض، فسأل القتّال عنه، فقالت له امرأته أم رياح-
و هي صفية و يقال صفيفة [1] بنت الحارث بن الهصّان-: إن هذا البيت لبيت لا نزال
نسمع فيه ما لا يعجبنا فطلّق [2] القتّال بنت ورقاء، و هي حامل، فولدت له بعد
طلاقها المسيّب ابنه.
/ قال: ثم إن كلاب بن ورقاء بن حذيفة بن عمّار بن ربيعة
بن كعب بن عبد بن أبي بكر، نحر جزورا و صنع طعاما و جمع القوم عليه و قال: كلوا
أيها الفتيان [6]، فإنّ الطّعام فيكم خير منه في الشّيوخ [7]. فقال القتّال: أنا و
اللّه خير للفتيان [8] منك، أرى المرأة قد أعجبت أحدهم فأطلقها له [9]. و في القوم
جرير بن الحصين الذي كان وجده عند امرأته، فرفع جرير السّوط فضرب به [10] أنف
القتّال.
ثم إنهم أعطوا القتّال
حقّه فلم يقبله حتى أدرك ابناه: المسيّب و عبد السّلام.
و قال السّكّريّ: حتى
احتلم ولده الأربعة، و هم: حبيب، و عبد الرحمن، و عبد الحيّ [11] و عمير، و أمّهم:
ريّا
و قوله: جنف، في «المختار» حنف. و الجنف:
الميل. و الجنف: الاعوجاج و فيه معنى الميل أيضا.
[4]
العذار: الذي يضم حبل الخطام إلى رأس
البعير و اللجام في الفرس، و يقال: فلان خليع العذار: جامح خارج عن الطاعة، كالفرس
الذي لا لجام عليه. و في «المختار»: «فلهيت» بدل «و لهيت».
[5]
رواية «الديوان» هي رواية السكري التالية. و في س: ولدت، بدل: نكدت،
و زاد في خد بعد البيت: جهلت أبا المسيب.
[6]
خد «كلي أيتها الفتيان». و ما أثبتناه من ج، س، و «المختار».
[7]
ج، س «فان الطعام خير هنة في الشيوخ». و في خد و «المختار»: «خير منه في الشيوخ».