و وعدته [1]، و جاءت إلى
عقال فآدته [2] و صخبت معه [3]، و قالت: أيّ خير في عروة حتى تحبس ابنتي عليه و قد
جاءها الغنيّ يطرق عليها بابها؟ و اللّه ما ندري أ عروة حيّ أم ميّت؟ و هل ينقلب
إليك [4] بخير أم لا؟ فتكون قد حرمت ابنتك خيرا حاضرا و رزقا سنيّا [5]، فلم تزل
به [5] حتى قال لها: فإن عاد لي خاطبا أجبته. فوجّهت إليه أن عد إليه [6] خاطبا.
فلمّا كان من غد نحر جزرا [7] عدّة، و أطعم/ و وهب و جمع الحيّ معه على طعامه، و
فيهم أبو عفراء، فلمّا طعموا [8] أعاد القول في الخطبة، فأجابه و زوّجه [9]، و ساق
إليه المهر، و حوّلت إليه عفراء [10] و قالت قبل أن يدخل بها [11]:
يا عرو إنّ الحيّ قد
نقضوا
عهد الإله و حاولوا الغدرا
في أبيات طويلة.
فلمّا كان اللّيل دخل بها
زوجها، و أقام فيهم ثلاثا، ثم ارتحل بها إلى الشام، و عمد أبوها إلى قبر عتيق،
فجدّده و سوّاه، و سأل الحيّ [12] كتمان أمرها [13].
يعرف الحقيقة فيرحل
إليها
و قدم عروة بعد أيّام،
فنعاها أبوها إليه، و ذهب به [14] إلى ذلك القبر، فمكث يختلف إليه أيّاما و هو
مضنى هالك، حتى جاءته جارية من [15] الحيّ فأخبرته الخبر [16]، فتركهم و ركب بعض
إبله، و أخذ معه زادا و نفقة، و رحل إلى الشّام فقدمها [17] و سأل عن الرجل فأخبر
به، و دلّ عليه، فقصده و انتسب له إلى عدنان [18]، فأكرمه و أحسن ضيافته، فمكث
أيّاما [19] حتى أنسوا به، ثم قال لجارية لهم: «هل لك في يد تولينيها [20]؟/ قالت: نعم، قال:
[3]
«التجريد»: «فصخبت عليه». ج، س «و استصحبته» و في «المختار»: «و صخبته». و قال محققه: كذا في الأزهر و التيمورية و
في «الأغاني» و استصحبله، كأنه
بمعنى جعلته يصخب أي ينقاد. و ما أثبتنا من خد.