و علم أنه لا ينفعه قرابة
و لا غيرها إلّا بالمال [1] الذي يطلبونه [2]، فعمل على قصد ابن عمّ له موسر كان
مقيما باليمن [3]، فجاء إلى عمّه و امرأته [4] فأخبرهما بعزمه، فصوّباه و وعداه
ألّا يحدثا [5] حدثا حتى يعود.
رحلته إلى ابن عمه
و صار في ليلة رحيله إلى
عفراء، فجلس عندها ليلة هو و جواري الحيّ [6]، يتحدّثون حتى أصبحوا [7]، ثم ودّعها
و ودّع الحيّ و شدّ على راحلته، و صحبه في طريقه فتيان من بني هلال [8]، بن عامر
كانا يألفانه [9]، و كان حيّاهم متجاورين، و كان في طول سفره ساهيا يكلّمانه فلا
يفهم، فكرة في عفراء [10]، حتى يردّ القول عليه [11] مرارا، حتى قدم على ابن عمّه،
فلقيه [12] و عرّفه حاله و ما قدم له، فوصله و كساه، و أعطاه مائة من الإبل،
فانصرف بها إلى أهله.
يزوجونها غيره
و قد كان [13] رجل من أهل
الشّام من أسباب [14] بني أميّة نزل في حيّ [15] عفراء،/ فنحر و وهب و أطعم [16]،
و كان ذا مال عظيم [17]، فرأى عفراء، و كان منزله قريبا من منزلهم، فأعجبته و
خطبها [18] إلى أبيها، فاعتذر إليه و قال: قد سمّيتها إلى ابن أخ [19] لي يعدلها
[20] عندي، و ما إليها لغيره سبيل [21]، فقال له: إني أرغبك في المهر، قال: لا حاجة
لي بذلك [22]، فعدل إلى أمّها، فوافق عندها قبولا، لبذله و رغبة [23] في ماله.
فأجابته