أصبحت تنقصني و تقرع مروتي
بطرا و لم يرعب شعابك وابلي [1]
و تنلك أظفاري و يبرك مسحلي
بري الشّسيب من السّراء الذّابل [2]
فتكون للباقين بعدك عبرة
و أطأ جبينك وطأة المتثاقل
شعره في أم حكيم بعد رحيلها
و قال أبو عمرو:
و كان أبو صخر الهذليّ يهوى امرأة من قضاعة، مجاورة فيهم، يقال لها ليلي بنت سعد، و تكنّى أمّ حكيم، و كانا يتواصلان برهة من دهرهما، ثم تزوجت و رحل بها زوجها إلى قومه [3]، فقال في ذلك أبو صخر:
ألمّ خيال طارق متأوّب
لأمّ حكيم بعد ما نمت موصب [4]
و قد دنت الجوزاء و هي كأنّها
و مرزمها بالغور ثور و ربرب [5]
/ فبات شرابي في المنام مع المنى
غريض اللّمى يشفي جوى الحزن أشنب [6]
قضاعيّة أدنى ديار تحلّها
قناة و أنّي من قناة المحصّب [7]
سراج الدّجى تغتلّ بالمسك طفلة
فلا هي متفال و لا اللّون أكهب [8]
دميثة ما تحت الثّياب عميمة
هضيم الحشا بكر المجسّة ثيّب [9]
تعلّقتها نفودا لذيذا حديثها
ليالي لا عمى و لا هي تحجب [10]
فكان لها ودّي و محض علاقتي
وليدا إلى أن رأسي اليوم أشيب [11]
و ذببت عن أفناء خندف كلها
بمؤبدات للرجال عدامل
مؤبدات: وحشيات يعني الشعر. عدامل: قديمة.
و يروى: للرجام بدل: الرجال: و الرجام هو القتال بالكلام.
[1] يرعب: يملأ.
[2] في خد: و بتلك أظفاري: و برى السراء من الشسيب، خطأ من الناسخ.
و الشسيب: القوس. السراء: شجر تتخذ منه القسي، و في ف: الشراء.
[3] خد، ف «ثم زوجت، و دخل بها، و نقلها إلى قومه».
[4] هذا مطلع القصيدة، و تتألف من 16 بيتا، في «شرح أشعار الهذليين» 936. و في «الشرح» موصب: من الوصب: الوجع و المرض.
[5] المرزم: نجم من نجوم المطر، و هما مرزمان، مع الشعريين.
[6] في «المختار» فبات سرار .. عريض لمن يسعى من الحزن أشيب، و أورد المحقق رواية «الأغاني» في الهامش، كما هنا. و في ف «من جوى الحزن».
[7] ف: تحله. و قناة: موضع.
[8] تغتل، تتعطر، و هو من الغالية: متفال: منتنة الريح. أكهب: أغبر، سواد في بياض، من الكهبة.
[9] ف «ما تحت الإزار». و في «شرحه» قال السكري: عميمة: طويلة. بكر المجسة ثيب: جسمها حسن لم يتغير، فإذا جسستها قلت: بكر، و هي ثيب.
[10] في «شرح أشعار الهذليين»:-
«تعلقتها بكرا ...
... ليالي لا تعدى»
. تعدى: تشغل.
[11] في «شرح أشعار الهذليين»:- فكان لها أدى و ريقة ميعتي- أدى: ودي. ريقته: أوله.