كان الوليد بن يزيد بن عبد
الملك ولّى عليّ بن المهاجر بن عبد اللّه الكلابيّ اليمامة. فلمّا قتل الوليد بن
يزيد جاءه المهير بن سلمى الحنفيّ فقال له: إن الوليد قد قتل، و إنّ لك عليّ حقا،
و كان أبوك لي مكرما، و قد قتل صاحبك [2]، فاختر خصلة من ثلاث: إن شئت أن تقيم
فينا و تكون كأحدنا فافعل، و إن شئت أن تتحوّل عنّا إلى دار/ عمّك، فتنزلها أنت و
من معك إلى أن يرد أمر الخليفة المولّى فتعمل بما [3] يأمر به، فافعل. و إن شئت
فخذ من المال المجتمع ما شئت و الحق بدار قومك .. فأنف عليّ بن المهاجر من ذلك و
لم يقبله، و قال للمهير:
أنت تعزلني [4] يا بن
اللّخناء [5]؟ فخرج المهير مغضبا، و التفّ [6] معه أهل اليمامة، و كان مع عليّ
ستّمائة رجل من أهل الشام و مثلهم من قومه و زوّاره، فدعاهم المهير و ذكر لهم
رأيه، فأبوا عليه و قاتلوه، و جاء سهم عائر فوقع في كبد صانع من أهل اليمامة، فقال
المهير: احملوا عليهم، فحملوا عليهم [7] فانهزموا، و قتل منهم نفر، و دخلوا القصر
و أغلقوا الباب و كان من جذوع،/ فدعا المهير بالسّعف فأحرقه، و دخل أصحابه [8]
فأخذوا [9] ما في القصر، و قام [10] عبد اللّه بن النّعمان [11] القيسيّ في نقر من
قومه فحموا بيت المال و منعوا منه، فلم يقدر عليه المهير، و جمع المهير جيشا يريد
أن يغزو بهم بني عقيل و بني كلاب، و سائر بطون بني عامر [12]، فقال القحيف بن حمير
لمّا بلغه ذلك [13]: