و قسّموا تلك اللّطائم بين
نسائهم، فذلك قول الدّيان [1]، بن جندل:
إن كنت ساقية يوما
على كرم
فاسقي فوارس من ذهل بن شيبانا
و اسقي فوارس حاموا
عن ديارهم
و اعلي مفارقهم مسكا و ريحانا
قال: فكان [2] أوّل من
انصرف إلى كسرى بالهزيمة إياس [3] بن قبيصة و كان لا يأتيه أحد بهزيمة جيش [4]
إلّا نزع كتفيه، فلمّا أتاه أياس سأله عن الخبر، فقال: هزمنا [5] بكر بن وائل،
فأتيناك [6] بنسائهم، فأعجب ذلك كسرى و أمر له بكسوة، و إنّ [7] إياسا استأذنه عند
ذلك، فقال: إنّ أخي مريض بعين التّمر، فأردت أن آتيه [8]، و إنّما أراد أن يتنحّى
عنه، فأذن له كسرى، فترك فرسه «الحمامة» و هي التي كانت عند أبي ثور بالحيرة [9]، و ركب نجيبة
[10] فلحق/ بأخيه، ثم أتى كسرى رجل من أهل الحيرة [11] و هو بالخورنق، فسأل: هل
دخل على الملك أحد؟ فقالوا: نعم، إياس، فقال: ثكلت إياسا أمّه! و ظنّ أنه قد حدّثه
بالخبر، فدخل عليه فحدّثه بهزيمة القوم و قتلهم، فأمر به فنزعت كتفاه [12].
الرسول عليه السّلام
يشيد بنصر العرب
قال: و كانت وقعة ذي قار
بعد وقعة بدر بأشهر، و رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و سلّم- بالمدينة، فلمّا بلغه
ذلك قال: هذا يوم [13] انتصفت فيه العرب من العجم، و بي نصروا».
قال ابن الكلبيّ [14]: و
أخبرني أبي، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس، قال: ذكرت وقعة ذي قار عند النبي- صلّى
اللّه عليه و سلّم- فقال: «ذلك يوم انتصفت فيه العرب من العجم و بي نصروا».
و روي أن النبي- صلّى
اللّه عليه و سلّم- مثّلت له الوقعة و هو [15] بالمدينة، فرفع يديه فدعا لبني
شيبان، أو لجماعة ربيعة بالنّصر، و لم يزل يدعو لهم حتى أري هزيمة/ الفرس.
و روي أنّه قال: «إيها [16] بني ربيعة، اللهمّ
انصر بني ربيعة [17]» فهم إلى الآن إذا حاربوا دعوا [18] بشعار النبيّ-