هذه الحكاية عندي في أمر
مرداس [3] بن أبي عامر [4] خطأ [5]، لأن وقعة [6] ذي قار كانت بعد هجرة النبيّ-
صلّى اللّه عليه و سلم و آله- و كانت بين بدر و أحد/ و مرداس بن أبي عامر، و حرب
بن أميّة أبو أبي سفيان ماتا في وقت واحد [7]، كانا مرّا بالقريّة [8]، و هي غيضة
ملتفّة الشّجر، فأحرقا شجرها ليتّخذاها مزرعة، فكانت تخرج من الغيضة حيّات بيض
فتطير حتى تغيب، و مات حرب و مرداس بعقب ذلك، فتحدّث قومهما أنّ الجنّ قتلتهما
لإحراقهما/ منازلهم من الغيضة، و ذلك قبل مبعث النبيّ- صلّى اللّه عليه و سلّم-
بحين. ثم كانت بين أبي سفيان و بين العبّاس بن مرداس منازعة في هذه القرية، و لهما
في ذلك خبر ليس هذا موضعه. و أظنّ أنّ هذه الأبيات للعبّاس بن مرداس بن أبي عامر [8].
رجع الحديث إلى سياقته في
حديث ذي قار.
قال:
و جعلت بكر بن وائل حين
بعثوا إلى من حولهم [9] من قبائل بكر لا ترفع لهم جماعة إلّا قالوا: سيدنا في هذه.
فرفعت لهم جماعة، فقالوا [10]: سيّدنا في هذه، فلمّا دنوا إذا هم بعبد [11] عمرو
بن بشر بن مرثد [12]، فقالوا:
لا، ثم رفعت لهم أخرى،
فقالوا: في هذه سيّدنا، فإذا هو جبلة بن باعث بن صريم اليشكريّ، فقالوا: لا،/
فرفعت [13] أخرى، فقالوا: في هذه سيّدنا، فإذا هو الحارث بن وعلة بن مجالد
الذّهليّ [14] فقالوا: لا، ثم رفعت لهم أخرى، فقالوا: في هذه سيّدنا، فإذا فيها
الحارث بن ربيعة بن عثمان التيميّ، من تيم اللّه، فقالوا: لا ثم رفعت
و جبال اللوب: موضع. و
اللوب جمع لابة و لوبة، و هي الحمرة.
[6]
النص في خد: لأنه مات هو و حرب بن
أمية قبل ذلك بزمان، في مكان يعرف بالقرية. و مثله في ف فيما عدا قوله «قبل ذلك بزمان»: و قد
أشار أبو الفرج إلى هذا الخبر من «الجزء الخامس: 38».
[7]
في «الأعلام» أن مرداس بن أبي عامر توفي حوالي سنة 18 هجرية. و
أن حرب بن أمية توفي سنة 36 قبل الهجرة.
(8-
8) ما بين الرقمين ساقط من نسختي خد،
ف.
و القرية (بصيغة
التصغير) كانت لبنى سدوس من بني ذهل. «معجم البكري 1070».
[10]
عبارة «المختار» لا ترفع لهم جماعة إلا قالوا: سيدنا في هذه الجماعة
إلى ان رفعت لهم جماعة فيها حنظلة بن ثعلبة و لم يرد في «المختار» تكرار رفع الجماعات و الأشخاص الذين ظهروا لبكر بن
وائل.