أخبرنا بخبرها عليّ بن
سليمان الأخفش، عن السّكريّ، عن محمد بن حبيب، عن ابن الكلبيّ، عن خراش [2] ابن
إسماعيل. و أضفت إلى ذلك رواية الأثرم عن أبي عبيدة، و عن هشام أيضا، عن أبيه،
قالوا:
كان من حديث ذي قار أنّ
كسرى أبرويز بن هرمز لمّا غضب على النّعمان بن المنذر أتى النّعمان هانئ بن مسعود
بن عامر بن عمرو بين ربيعة بن ذهل بن شيبان [3]، فاستودعه ماله و أهله و ولده [4]،
و ألف شكّة، و يقال:
أربعة آلاف شكّة- قال ابن
الأعرابيّ: و الشّكّة: السّلاح كلّه [5]- و وضع و ضائع [6] عند أحياء من العرب
[7]، ثم هرب و أتى طيّئا [8] لصهره فيهم.
/ و
كانت عنده فرعة بنت سعيد [9] بن حارثة بن لأم [10]، و زينب بنت أوس بن حارثة،
فأبوا أن يدخلوه جبلهم [11]، و أتته بنو رواحة بن ربيعة بن عبس [12]، فقالوا له: «أبيت اللّعن، أقم عندنا،
فإنّا مانعوك ممّا نمنع منه أنفسنا»، فقال: ما أحبّ أن تهلكوا بسببي، فجزيتم [13]
خيرا.
ثم خرج حتى وضع يده في يد
كسرى، فحبسه بساباط [14]، و يقال بخانقين [15]- و قد مضى خبره [16] مشروحا
[1]
يشمل: يوم قراقر، و يوم الحنو حنو ذي
قار، و يوم حنو قراقر، و يوم الجبايات، و يوم ذي العجرم، و يوم الغذوان، و يوم
البطحاء:
بطحاء ذي قار. و كل هذه
المواضع حول ذي قار «تاريخ الطبري 2: 193».
و في «تاريخ الطبري»: قال أبو
عبيدة: و قال بعضهم: لم يدرك هانئ بن مسعود هذا الأمر إنما هو هانئ بن قبيصة بن
هانئ بن مسعود و هو الثبت عندي.