responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 24  صفحه : 206

قال: فمضى حميد حتى يدفع إلى الغوير [1]، و قد كاد الرّمح يناله، فانطلق يريد الباب، فطعن عمير الباب و كسر رمحه فيه، فلم يفلت من تلك الخيل غير حميد و شبل بن الخيتار. فلمّا بلغ ذلك بشر بن مروان قال لخالد بن يزيد بن معاوية: كيف ترى خالي طرد خالك؟.

/ و قال عمير:

و أفلتنا ركضا حميد بن بحدل‌

على سابح غوج اللّبان مثابر [2]

و نحن جلبنا الخيل قبّا شوازبا

دقاق الهوادي داميات الدّوابر [3]

إذا انتقصت من شأوه الخيل خلفه‌

ترامى به فوق الرماح الشواجر [4]

تسائل عن حيي رفيدة [5] بعد ما

قضت وطرا من عبد ودّ و عامر

و قال شبل بن الخيتار:

نجّى الحساميّة الكبداء مبترك‌

من جريها و حثيث الشدّ مذعور [6]

من بعد ما التثق السّربال طعنته‌

كأنّه بنجيع الورس ممكور [7]

ولّى حميد و لم ينظر فوارسه‌

قبل التّقرّة و المغرور مغرور [8]

فقد جزعت غداة الروع إذ لقحت‌

أبطال قيس عليها البيض مشجور

يهدي أوائلها سمح خلائقه‌

ماضي العنان على الأعداء منصور

يخرجن من برض الإكليل طالعة

كأنّهن جراد الحرّة الزّور

/ و ذكر زياد بن يزيد بن عمير بن الحباب، عن أشياخ قومه، قال:

أغار عمير بن الحباب على كلب، فلقي جمعا لهم بالإكليل في ستمائة أو سبعمائة، فقتل منهم فأكثر، فقالت هند الجلاحيّة تحرّض كلبا:

ألا هل ثائر بدماء قوم‌

أصابهم عمير بن الحباب!

و هل في عامر يوما نكير

و حيي عبد ودّ أو جناب!


[1] الغوير: ماء لبني كلب بأرض السماوة، بين العراق و الشام.

[2] غوج اللبان: واسع جلدة الصدر.

[3] القب: جمع أقب، و هو الضامر البطن. و الشوازب جمع شازب و هو الضامر، و عن الأصمعي: الشازب: الذي فيه ضمور و إن لم يكن مهزولا.

[4] ج «فوت الرماح». و الشواجر: المختلفة المتداخلة.

[5] ج «عن حيي زبيدة».

[6] الكبداء مؤنث الأكبد و هو الضخم الوسط و يكون بطي‌ء السير. مبترك: مسرع في عدوه.

[7] لثق الشي‌ء و التثق: ابتل. الورس: نبت أصفر أو شي‌ء يخرج على الرمث يلون الثوب إذا أصابه. ممكور: مصبوغ بالمكر أي المغرة.

[8] ج، س «قبل المغيرة» بدل التقرة و هي: الثبات و السكون. و هي مصدر كالتكرة، و التضرة و التسرة. و لعل الكلمة في البيت: التغرة بالغين و هي مصدر غرر بنفسه و ماله تغريرا و تغرة: عرضها للهلكة من غير أن يعرف.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 24  صفحه : 206
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست