/ و ذكر زياد بن يزيد بن عمير بن الحباب، عن أشياخ
قومه، قال: خرج عمير فأغار على قومه [2] أيضا يوم الغوير، فلمّا دنا من الغوير و
صار بين حميد و دمشق دعا رجلا من بني نمير، و قال له: سر الآن حتى تأتي حميد بن
بحدل، فقل له: أجب،/ فإن قال: من؟ فقل: صاحب عقد [3] خرج قبل ذلك بيومين من دمشق،
فإن جاء معك فلا تهجه حتى تأتيني به، فنكون نحن الذين نلي منه ما نريد أن نلي،
فإنّه إن ركب الحساميّة لم يدرك. فأتاه النميريّ فقال: أجب، فقال: و من؟ قال: فلان
بن فلان صاحب العقد. قال: فركب ابن بحدل الحسامية. ثم خرج يسير في أثر النّميريّ،
حتى طلع النميريّ على عمير، فقال النميريّ في نفسه: أقتله أنا أحبّ إليّ من أن
يقتله عمير لقتله الحسام بن سالم، فعطف عليه، و ولّى حميد، و أتّبعه عمير و
أصحابه، و ترك العسكر، و أمرهم عمير أن يميلوا إلى القوم [4]، فذلك حيث يقول
لفرسه:
ثم أغار عليهم يوم دهمان
كما ذكر عون بن حارثة بن عديّ بن جبلة أحد بني زهير عن أبيه: قال:
أغار عمير على كلب، فأخذ
الأموال، و قتل الرّجال، و بلغ ابن بحدل مخرجه من الجزيرة، فجمع له، ثم خرج
يعارضه، حتى إذا دنا منهم بعث العين يأخذ لهم [6] أثر القوم، فأتاه العين فأخبره
أنّ عميرا قد أتى دهمان فاستباح فيهم [7]، ثم خلّف عسكره و خرج هو في طلب قوم قد
سمع بهم، فقال حميد لأصحابه: تهيئوا للبيات،