و ذكر بعض بني نمير أن زفر
أغار على كلب يوم حفير [1] و يوم المصيّخ و يوم الفرس، فقتل منهم أكثر من ألف رجل،
قال: و أغار عليهم زفر في يوم الإكليل فقتل منهم مقتلة عظيمة، و استاق نعما كثيرة.
و ذكر عرّام [2] قال: قتل
زفر يوم الإكليل جبير بن ثعلبة من بني الجلاح، و حسّان بن حصين من بني الجلاح، و
محمّد بن طفيل بن مطير بن أبي جبلة، و عمرو بن حسّان بن عوف من بني الجلاح، و محمد
بن جبلة بن عوف، أخوان لأمّ. و قالت امرأة من بني كلب ترثيهم:
أبعد من دلّيت في
كوكب
يا نفس ترجين ثواء الرّجال؟
غارات عمير بن الحباب
على كلب
قال لقيط: أخبرني بعض بني
نمير قال:
أغار عمير بن الحباب على
كلب فأصابهم يوم الغوير و يوم الهبل و يوم كآبة.
فأمّا يوم الغوير [3]
فإنّه أرسل رجلا من بني نمير يقال له كليب بن سلمة عينا له، ليعلم له علم [4] ابن
بحدل، و كانت أمّ النميريّ كلبيّة، فكانت تتكلّم [5] بكلامهم،/ فكان الحسام [6] بن
سالم طريدا فيهم فنذروا به فقتلوه و أخذوا فرسه، فلقي كليب بن سلمة رجلا من بني
كلب فعرفه، فقال: من أين جئت؟ فقال: من عند الأمير حميد ابن حريث، قال: و أين
تركته؟ قال: بمكان كذا و كذا، قال كليب: كذبت! أنا أحدث به عهدا منك، قال: فأين
تركته أنت؟ قال بغوير الضبع، قال: لكنّي فارقته أمس، فخرج النميريّ يسوق الكلبيّ
إلى أصحابه- قال: فو اللّه إنّي لو أشاء أن أقتله لقتلته، أو آخذه لأخذته- فخرج
يسوقه، حتّى إذا نظر إلى القوم أنكرهم، فقال: و اللّه [7] ما أرى هؤلاء أصحابنا.
قال: و يستدبره النّميريّ فيطعنه [8] عند ناغض [9] كتفه اليمنى، حتى أخرج السّنان
من حلمة الثّدي، و أخطأ المقتل، و حرّك الكلبيّ فرسه مولّيا، فاتّبعته الخيل حتى
يدفع إلى ابن بحدل فانهزم، فقتلوا من كلب مقتلة عظيمة، و اتّبع عمير بن بحدل فجعل
يقول لفرسه: