و من بني حردبة الأثيم
و مالك و سيفه المسموم
و من شظاظ الأحمر الزّنيم [1]
و من غويث فاتح العكوم [2]
فساموا [3] الناس شرّا، و طلبهم مروان بن الحكم، و هو عامل على المدينة، فهربوا فكتب إلى الحارث بن حاطب الجمحيّ، و هو عامله على بني عمرو بن حنظلة يطلبهم، فهربوا منه.
يتوعد من يتوعده
و بلغ مالك بن الريب أن الحارث بن حاطب يتوعده فقال:
تألّى حلفة في غير جرم
أميري حارث شبه الصّرار [4]
عليّ لأجلدن في غير جرم
و لا أدني فينفعني اعتذاري
و قلت و قد ضممت إليّ جأشي
تحلّل لا تألّ عليّ جاري
فإني سوف يكفينيك عزمي
و نصّ [5] العيس بالبلد القفار
/ و عنس [6] ذات معجمة [7] أمون [8]
علنداة [9] موثّقة الفقار
تزيف [10] إذا تواهقت [11] المطا
يا كما زاف المشرّف للخطار [12]
و إن ضربت بلحييها و عامت
تفصّم [13] عنهما حلق السّفار [14]
مراحا غير ما ضغن و لكن
لجاجا حين تشتبه الصحاري
إذا ما استقبلت جونا بهيما
تفرّج عن مخيّسة [15] حضار [16]
[1] الزنيم: الملحق بقوم ليس منهم و لا يحتاجون إليه.
[2] العكوم: جمع عكم و هو الحمل (الربطة).
[3] في هد، هج «فأشعروا الناس» بدل «فساموا الناس».
[4] الصرار: ما يشد فوق خلف الناقة من خيط.
[5] نص العيس: إجهادي النوق على السير الشديد.
[6] عنس: ناقة صلبة قوية.
[7] ذات معجمة: ذات قوة و سمن و بقاء على السير.
[8] أمون: موثقة الخلق مأمونة الكلال.
[9] علنداة: ضخمة شديدة طويلة.
[10] تزيف: تسرع في تمايل.
[11] تواهقت: تبارت و تنافست.
[12] المعين للسباق؛ و في هد هج «المسدد» بدل «المشرف».
[13] تفصم: تكسر من غير انفصال.
[14] السفار: حديدة أو جلدة توضع على أنف البعير كالحكمة للفرس.
[15] مخيسة: مذللة منقادة.
[16] حضار: جمعت قوة و جودة سير.