حدثني جعفر بن الحسين،
قال: حدثني ميمون بن هارون، قال: حدثنا أبي عن أبي حفص الشّطرنجيّ: قال:
قال لي الرشيد يوما: يا
حبيبي، لقد أحسنت ما شئت في بيتين قلتهما، قلت: ما هما يا سيدي؟ فمن شرفهما
استحسانك لهما، فقال: قولك:
صوت
لم ألق ذا شجن يبوح
بحبّه
إلا حسبتك ذلك المحبوبا
حذرا عليك و إنني بك
واثق
ألّا ينال سواي منك نصيبا
فقلت: يا أمير المؤمنين،
ليسا لي، هما للعباس بن الأحنف، فقال: صدقك و اللّه أعجب إليّ، و أحسن منهما بيتاك
حيث تقول:
إذا سرّها أمر و فيه
مساءتي
قضيت لها فيما تريد على نفسي
و ما مرّ يوم أرتجي
فيه راحة
فأذكره إلا بكيت على أمسي
في البيتين الأولين اللذين
للعباس بن الأحنف ثقيل لإبراهيم الموصلي، و فيهما لابن جامع رمل عن الهشامي،
الروايتان جميعا لعبد الرحمن، و في أبيات أبي حفص الأخيرة لحن من كتاب إبراهيم غير
مجنّس.
ينعي نفسه قبل أن يموت
أخبرني محمد بن يحيى
الصولي، قال: حدثني الحسين بن يحيى، قال: حدثني عبد اللّه بن الفضل، قال:
دخلت على أبي حفص
الشّطرنجي شاعر عليّة بنت المهديّ أعوده في علّته التي مات فيها، قال: فجلست عنده
فأنشدني لنفسه: