responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 21  صفحه : 160

أحسنتما إلى ابن عمكما، فجعل ينحدر إليهما، حتى اطمأنّ، و غسلتا رأسه، و فلّتاه و دهنتاه، فقال الشيخ لابنتيه:

أفلياه، و لا تدهناه إذا أتاكما هذه المرة، و اعقدا خصل لمّته إذا نعس رويدا بخمل القطيفة.

ثم إذا شددنا عليه فأقلبا القطيفة على وجهه، و خذا أنتما بشعره من ورائه فمدّا به إليكما، ففعلتا، و اجتمع له أصحابه، فكروا إلى رحالهم قبل الوقت الذي كانوا يأتونها، و شدّوا عليه، فربطوه، فدفعوه إلى عثمان بن حيّان، فقتله، فقالت بنت بهدل ترثيه:

فيا ضيعة الفتيان إذ يعتلونه‌

ببطن الشّرى مثل الفنيق المسدم [1]

دعا دعوة لما أتى أرض مالك‌

و من لا يجب عند الحفيظة يسلم [2]

/ أ ما كان في قيس من ابن حفيظة

من القوم طلّاب التّرات غشمشم [3]

فيقتل جبرا بامرئ لم يكن به‌

بواء و لكن لا تكايل بالدم [4]

و كان دعا: يا لمالك لينتزعوه، فلم يجبه أحد.

مساجلة بينه و بين الكميت‌

: قال: و لما قال عبد الرحمن بن دارة ابن عم سالم بن دارة هذه القصيدة [5] يحضّ عكلا على بني فقعس اعترض الكميت بن معروف الفقعسيّ، فعيره بقتل سالم حين قتله زميل الفزاريّ، فقال قوله:

فلا تكثروا فيه الضّجاج فإنه‌

محا السيف ما قال ابن دارة أجمعا

فقال عبد الرحمن بن دارة:

فيا راكبا إمّا عرضت فبلّغن‌

مغلغلة عنّي القبائل من عكل‌

جلت حمما عنها القصاف و ما جلت‌

قشير و في الشّدّات و الحرب ما يجلي [6]

فإن بك باع الفقعسيّ دماءهم‌

بوكس فقد كانت دماؤكم تغلي [7]

/ و كيف تنام الليل عكل و لم يكن‌

لها قود بالسّمهريّ و لا عقل [8]


[1] يعتلونه: من عتله يعتله- بمعنى قاده بعنف و غلظة، الفنيق: فحل الإبل، المسدم: الهائج الممتنع ركوبه.

[2] الحفيظة: الحرب، و يسلم- بالبناء المجهول- بمعنى يسلم نفسه لأعدائه.

[3] الغشمشم: المقدام الذي يقتحم الحروب غير هياب، و في ف «كريمة» بدل «حفيظة».

[4] جبر المشار إليه في البيت هو جبر بن عبيد الذي دفع بهدلا إلى السلطان فقتله، بواء: كف‌ء، لا تكايل في الدم: لا تقدر الدماء بالكيل، و المعنى: أ ما كان في قيس رجل شجاع يقتل جبرا قاتل أبي، و إن لم يكن كفؤا له، و لو كانت الدماء تكال ما أجزأت دماء جبر في دماء أبي، و المراد بتقدير الدم الكيف لا الكم.

[5] يعني القصيدة اللامية التي تقدم ذكرها في أول الترجمة، و يلاحظ أنه هنا يقول «يحض بها عكلا على بني فقعس، و هناك قال:

«يحض بها عكلا على بني أسد».

[6] في البيت اضطراب و خلاف كبير في رواية ألفاظه، و الذي نرجحه في معناه هو ما يلي: القصاف: فرس مشهورة لبني قشير، الحمم: ما خمد من النيران، يقول: إن القصاف أو قدت النيران بأرضكم، و ما جلا قومها قشير عنكم، و لو أنكم شددتم في الحرب عليهم لأجليتموهم، و الكلام على سبيل التمثيل، فهو لا يريد «قشيرا» و لكن يريد «فقعسا» أو «أسدا» على الخلاف الذي تقدم ذكره.

[7] يقول: إن يكن الفقعسي الذي أسلم ندمائي باع دماءهم رخيصة فقد كانت دماؤكم تغلي حمية لأخذ الثأر، فما بالكم لا تفعلون!.

[8] ورد هذا البيت هنا و فيه إقواء، مع أنه تقدم سالما من هذا الإقواء، فارجع إليه و إلى بقية الأبيات في القصيدة اللامية التي تقدمت في مبدأ الترجمة.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 21  صفحه : 160
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست