responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 21  صفحه : 159

و لا تيأسا أن ترزقا أريحيّة

كعين المها أعناقهنّ طوال [1]

من الحارثيّين الذين دماؤهم‌

حرام و أما مالهم فحلال‌

و قال أيضا:

أ لم تر أنّي و ابن أبيض قد جفت‌

بنا الأرض إلا أن نؤمّ الفيافيا [2]

/ طريدين من حيّين شتى أشدّنا

مخافتنا حتى نخلنا التّصافيا [3]

و ما لمته في أمر حزم و نجدة

و لا لامني في مرّتي و احتياليا

و قلت له إذ حلّ يسقي و يستقي‌

و قد كان ضوء الصبح للّيل حاديا:

لعمري لقد لاقت ركابك مشربا

لئن هي لم تضبح عليهنّ عاليا [4]

بعض أخباره‌

: و أخذت طيّى‌ء ببهدل و مروان أخيه أشدّ الأخذ، و حبسوا، فقالوا: إن حبسنا لم نقدر عليهما و نحن محبوسون، و لكن خلّوا عنا، حتى نتجسّس عنهما، فنأتيكم بهما، و كانا تأبدا مع الوحش يرميان الصّيد فهو رزقهما.

و لما طال ذلك على مروان هبط إلى راع، فتحدث إليه فسقاه، و بسطه، حتى اطمأن إليه، و لم يشعره أنه يعرفه، فجعل يأتيه بين الأيام، فلا ينكره، فانطلق الراعي، فأخبره باختلافه إليه، فجاء معه الطلب، و أكمنهم، حتى إذا جاء مروان إلى الراعي كما كان يفعل سقاه، و حدثه فلم يشعر حتى أطافوا به، فأخذوه، و أتوا به عثمان بن حيان أيضا عامل الوليد بن عبد الملك على المدينة، فأعطى الذي دلّ عليه جعله، و قتله.

نهاية بهدل‌

: و أما بهدل فكان يأوي إلى هضبة سلمى، فبلغ ذلك سيّدا من سلمى [5]، من طي‌ء، فقال: قد أخيفت طيّ ء، و شرّدت من السهل من أجل هذا الفاسق الهارب، فجاء حتى حلّ بأهله أسفل تلك الهضبة و معه أهلات [6] من قومه، فقال لهم: إنكم بعيني الخبيث، فإذا كان النهار فليخرج الرجال من البيوت،/ و ليخلوا النساء، فإنه إذا رأى ذلك انحدر إلى القباب، و طلب الحاجة و العلّ [7] فكانوا يخلون الرجال نهارا فإذا أظلموا ثابوا إلى رحالهم أياما، فظنّ بهدل أنهم يفعلون ذلك لشغل يأتيهم، فانحدر إلى قبة السّيّد، و قد أمر النساء: إن انحدر إليكن رجل فإنه ابن عمكن، فأطعمنه و ادهنّ رأسه.

و في قبة السيد ابنتان له فسألهما: من أنتما؟ فأخبرتاه، و أطعمتاه، ثم انصرف فلما راح أبوهما أخبرتاه، فقال:


[1] أريحية: خيلا أريحية، أي كريمة الخلق، كعين المها: كبقر الوحش ذوات الأعين النجلاء، يريد أن هذه الخيل ربما جاءت لنجدته.

[2] ابن أبيض: كناية عن زميل له في التشرد.

[3] شتى: جمع شتيت بمعنى متفرقة، و أراد بالجمع ما فوق الواحد، نخلنا التصافيا: من نخل الشي‌ء بمعنى خلصه من كل ما يشوبه، أي: أخلص كلانا لأخيه، و المعنى أنني أنا و ابن أبيض من حيين مختلفين شتتنا الخوف، و ألف بيننا ألفة وثيقة.

[4] البيت مقول القول في البيت السابق، عليهن: على الآبار المفهومة من المقام، و المعنى: لاقت ركابك مشربا سائغا، إذا لم تضبح، أي تصهل، فيسمع الأعداء صهيلها عاليا.

[5] في ف «فبلغ ذلك سند بن سلمى».

[6] أهلات: جمع أهل، و في بعض المخطوطات: أهلاب- بالباء- و هو تصحيف.

[7] العل: الشراب، و في بعض النسخ «النقل» بدل «العل»، و ربما كان ذلك تحريف «الحل» بكسر الحاء.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 21  صفحه : 159
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست