responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 21  صفحه : 111

قال: إن رجال بني نفاثة كانوا خلوفا فمكرت بك امرأة، و أنهم قد رجعوا.

ففي ذلك يقول:

ألا عجب الفتيان من أمّ مالك‌

تقول: لقد أصبحت أشعث أغبرا

و ذكر باقي الأبيات المتقدّمة.

و قال غيره: لا بل قال هذه القصيدة في عامر بن الأخنس الفهميّ، و كان من حديث عامر بن الأخنس أنه غزا في نفر، بضعة و عشرين رجلا، فيهم عامر بن الأخنس، و كان سيّدا فيهم، و كان إذا خرج في غزو رأسهم، و كان يقال له سيّد الصعاليك، فخرج بهم حتى باتوا على بني نفاثة بن عدي بن الدّيل ممسين، ينتظرون أن ينام الحيّ، حتى إذا كان في سواد الليل مر بهم راع من الحي قد أغدر، فمعه غديرته [1] يسوقها/ فبصر بهم و بمكانهم، فخلى الغديرة و تبع الضّراء ضراء [2] الوادي، حتى جاء الحي فأخبرهم بمكان القوم و حيث رآهم، فقاموا فاختاروا: فتيان الحي فسلحوهم، و أقبلوا نحوهم، حتى إذا دنوا منهم قال رجل من النّفاثيّين: و اللّه ما قوسي بموترة [3]. فقالوا:

فأوتر قوسك، فوضع قوسه فأوترها، فقال تأبط لأصحابه:

اسكتوا، و استمع فقال: أتيتم و اللّه، قالوا: و ما ذلك؟ قال: أنا و اللّه أسمع حطيط وتر قوس. قالوا: و اللّه ما نسمع شيئا، قال: بلى و اللّه إني لأسمعه، يا قوم النّجاء، قالوا: لا و اللّه ما سمعت شيئا، فوثب فانطلق و تركهم، و وثب معه نفر، و بيّتهم [4] بنو نفاثة فلم يفلت منهم إنسان، و خرج هو و أصحابه الذين انطلقوا معه، و قتل تلك الليلة عامر بن الأخنس.

قال ابن عمير: و سألت أهل الحجاز عن عامر بن الأخنس، فزعموا أنه مات على فراشه.

فلما رجع تأبّط قالت له امرأته: تركت أصحابك، فقال حينئذ:

ألا عجب الفتيان من أمّ مالك‌

تقول: لقد أصبحت أشعث أغبرا

مصرعه على يد غلام دون المحتلم‌

: فلما رجع تأبّط و بلغه ما لقي أصحابه قال: و اللّه ما يمسّ رأسي غسل و لا دهن حتى أثأر بهم. فخرج في نفر من قومه، حتى عرض لهم بيت من هذيل بين صوى [5] جبل، فقال: اغنموا هذا البيت أولا، قالوا: لا و اللّه، ما لنا فيه أرب، و لئن كانت/ فيه غنيمة ما نستطيع أن نسوقها. فقال: إني أتفاءل أن أنزل، و وقف، و أتت به ضبع من يساره، فكرهها، و عاف [6] على غير الذي رأى، فقال: أبشري أشبعك من القوم غدا. فقال له أصحابه: ويحك، انطلق، فو اللّه ما نرى أن نقيم عليها. قال: لا و اللّه لا أريم حتى أصبح. و أتت به ضبع عن يساره فقال: أشبعك من القوم غدا. فقال أحد القوم: و اللّه إني أرى هاتين [7] غدا بك، فقال: لا و اللّه‌


[1] الغديرة: الناقة يتركها الراعي.

[2] الضراء: الشجر الملتف في الوادي، أو أرض مستوية تأويها السباع، و بها نبذ من الشجر.

[3] أي يسمع صوت وضع الوتر في القوس.

[4] بيتوهم: دهموهم ليلا.

[5] الصوى: جمع صوة، و هي علامة يهتدى بها في الطريق، أو ما غلظ و ارتفع من الأرض.

[6] يقال: عاف الطير: زجرها بمعنى اعتبر بأسمائها و مساقطها و أنوائها فسعد أو تشاءم، و المراد أنه تطير من مرور الضبع عن يساره.

[7] لعل المراد: إني أرى هاتين ذاهبتين غدا بك، أو تكون كلمة «غدا» تحريف «غدرتا».

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 21  صفحه : 111
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست