قال: غزا تأبط بني نفاثة
بن الدّيل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة و هم خلوف، ليس في دارهم رجل، و كان الخبر
قد أتى تأبط، فأشرف فوق جبل ينظر إلى الحيّ و هم أسفل منه، فرأته امرأة فطرح نفسه،
فعلمت المرأة أنه تأبّط، و كانت عاقلة، فأمرت النّساء فلبسن لبسة الرجال، ثم خرجن
كأنهن يطلبن الضّالّة، و كان أصحابه يتفلتون و يقولون: أغز، و إنما كان في سرية من
بين السّتّة إلى السبعة، فأبى أن يدعهم، و خرج يريد هذيلا، و انصرف عن
النّفاثيّين، فبينا هو يتردد في تلك الجبال إذ لقي حليفا له من هذيل، فقال له:
العجب لك يا تأبط، قال: و ما هو؟