responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 21  صفحه : 110

/

ألا عجب الفتيان من أمّ مالك‌

تقول: أراك اليوم أشعث أغبرا

تبوعا لآثار السّريّة بعد ما

رأيتك برّاق المفارق أيسرا [1]

فقلت لها: يومان يوم إقامة

أهزّ به غصنا من البان أخضرا

و يوم أهزّ السّيف في جيد أغيد

له نسوة لم تلق مثلي أنكرا [2]

يخفن عليه و هو ينزع نفسه‌

لقد كنت أبّاء الظلامة قسورا [3]

و قد صحت في آثار حوم كأنها

عذارى عقيل أو بكارة حميرا [4]

أبعد النّفاثيّين آمل طرقة

و آسى على شي‌ء إذا هو أدبرا [5]

أكفكف عنهم صحبتي و إخالهم‌

من الذلّ يعرا بالتّلاعة أعفرا [6]

فلو نالت الكفّان أصحاب نوفل‌

بمهمهة من بطن ظرء فعرعرا [7]

و لمّا أبى الليثيّ إلا تهكّما

بعرضي و كان العرض عرضي أو فرا [8]

فقلت له: حقّ الثناء فإنني‌

سأذهب حتى لم أجد متأخّرا [9]

و لما رأيت الجهل زاد لجاجة

يقول فلا يألوك أن تتشوّرا [10]

/ دنوت له حتى كأنّ قميصه‌

تشرّب من نضح الأخادع عصفرا [11]

فمن مبلغ ليث بن بكر بأنّنا

تركنا أخاهم يوم قرن معفّرا [12]

قال: غزا تأبط بني نفاثة بن الدّيل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة و هم خلوف، ليس في دارهم رجل، و كان الخبر قد أتى تأبط، فأشرف فوق جبل ينظر إلى الحيّ و هم أسفل منه، فرأته امرأة فطرح نفسه، فعلمت المرأة أنه تأبّط، و كانت عاقلة، فأمرت النّساء فلبسن لبسة الرجال، ثم خرجن كأنهن يطلبن الضّالّة، و كان أصحابه يتفلتون و يقولون: أغز، و إنما كان في سرية من بين السّتّة إلى السبعة، فأبى أن يدعهم، و خرج يريد هذيلا، و انصرف عن النّفاثيّين، فبينا هو يتردد في تلك الجبال إذ لقي حليفا له من هذيل، فقال له: العجب لك يا تأبط، قال: و ما هو؟


[1] الأيسر: اللين السهل.

[2] في ف «في جيد شادن».

[3] القسور: الليث.

[4] الحوم: القطيع من الإبل، يشبهه بالعذارى و الأبكار لجمال إبله.

[5] آمل طرقة: اتجه إلى طريق، يقرع نفسه على خوفه من نساء النفاثيين.

[6] اليعر: الجدي، و التلاعة: ماء لبني كنانة، و الأعفر: ما خالط بياضه حمرة، يقول: خفتهم، و لا أخالهم بعد معرفة خديعتهم إلا في ذلة الجدي الأعفر.

[7] لو للتمني. و ظرء، و عرعر: مكانان.

[8] الليثي، يريد به الغلام الليثي الذي منعه شعرة من الإبل.

[9] حق الثناء: لعل ذلك من باب التهكم بالغلام، أو المراد بالثناء الذم، لأن الثناء يطلق على الذم كما يطلق على المدح.

[10] تشور الرجل: فعل فعلا قبيحا أي أن الغلام لم يقصر في فعل القبيح.

[11] الأخدع: عرق متصل بالوريد، و العصفر: نبت أحمر، كناية عن سيلان دمه على قميصه.

[12] قرن: مكان.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 21  صفحه : 110
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست