لا أريم [1] حتى أصبح.
فبات، حتى إذا كان في وجه الصبح، و قد رأى أهل البيت و عدّهم على النار، و أبصر
سواد غلام من القوم دون المحتلم، و غدوا على القوم، فقتلوا شيخا و عجوزا، و حازوا
جاريتين و إبلا. ثم قال تأبّط: إني قد رأيت معهم غلاما؛ فأين الغلام الذي كان
معهم؟ فأبصر أثره فاتّبعه، فقال له أصحابه: ويلك دعه فإنك لا تريد منه شيئا،
فاتّبعه، و استتر الغلام بقتادة [2] إلى جنب صخرة، و أقبل تأبّط يقصّه [3] و فوّق
الغلام سهما حين رأى أنه لا ينجيه شيء، و أمهله حتى إذا دنا منه قفز قفزة، فوثب
على الصّخرة، و أرسل السهم، فلم يسمع تأبّط إلا الحبضة [4] فرفع رأسه، فانتظم السهم
قلبه، و أقبل نحوه و هو يقول: لا بأس، فقال الغلام: لا بأس، و اللّه لقد وضعته حيث
تكره، و غشية تأبّط بالسيف و جعل الغلام يلوذ بالقتادة، و يضربها تأبط بحشاشته
[5]، فيأخذ ما أصابت الضّربة منها، حتى خلص إليه، فقتله، ثم نزل إلى/ أصحابه يجر
رجله، فلما رأوه وثبوا، و لم يدروا ما أصابه، فقالوا: مالك؟ فلم ينطق، و مات في
أيديهم، فانطلقوا و تركوه، فجعل لا يأكل منه سبع و لا طائر إلا مات، فاحتملته
هذيل، فألقته في غار يقال له غار رخمان، فقالت ريطة أخته و هي يومئذ متزوجة في بني
الدّيل:
[6]
رخمان، بضم الراء كما في «القاموس»، فقد ذكرها، و أشار إلى أن تأبط شرا قتل فيها، و في
ف «رجمان». و البيت من السريع،
و ثابت بدل من الفتى، و نوّن للضرورة.
[7]
العزاء: السنة الشديدة، و لا مكان لها
هنا، فلعله يعني الغراء مؤنث الأغر، أي إن العزيمة و النفس الغراء قد ثويا ...
إلخ.
(8-
9) الكرسف: القطن: يقول: إن لم تكفن
في قطن أو كتان فقد كفنت في ثياب المجد و الكرم.
[10]
رأس أفعاها إلى حجر: لعله كناية عن
عدم انزوائها في حجرها، فهي متهيئة للدغ، و أور: جمع أوار بمعنى الحر الشديد، و
الجوزاء: برج في السماء، و لعلها كانت رمزا لاشتداد الحرارة عند العرب.
[11]
الرهط: يراد به هنا اللقم أي تناول
الطعام: يقول: رب ليلة لا تنام أفاعيها، و يوم شديد الحرارة قضيته قانصا في إثر
وحوش عادية أو غازيا في إثر فتيان، و أنت طاوي البطن.
[12]
انظر تعليقنا على هذا الكلام عند ما
يكرره المؤلف بعد قليل ص 171.