responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 21  صفحه : 112

لا أريم [1] حتى أصبح. فبات، حتى إذا كان في وجه الصبح، و قد رأى أهل البيت و عدّهم على النار، و أبصر سواد غلام من القوم دون المحتلم، و غدوا على القوم، فقتلوا شيخا و عجوزا، و حازوا جاريتين و إبلا. ثم قال تأبّط: إني قد رأيت معهم غلاما؛ فأين الغلام الذي كان معهم؟ فأبصر أثره فاتّبعه، فقال له أصحابه: ويلك دعه فإنك لا تريد منه شيئا، فاتّبعه، و استتر الغلام بقتادة [2] إلى جنب صخرة، و أقبل تأبّط يقصّه [3] و فوّق الغلام سهما حين رأى أنه لا ينجيه شي‌ء، و أمهله حتى إذا دنا منه قفز قفزة، فوثب على الصّخرة، و أرسل السهم، فلم يسمع تأبّط إلا الحبضة [4] فرفع رأسه، فانتظم السهم قلبه، و أقبل نحوه و هو يقول: لا بأس، فقال الغلام: لا بأس، و اللّه لقد وضعته حيث تكره، و غشية تأبّط بالسيف و جعل الغلام يلوذ بالقتادة، و يضربها تأبط بحشاشته [5]، فيأخذ ما أصابت الضّربة منها، حتى خلص إليه، فقتله، ثم نزل إلى/ أصحابه يجر رجله، فلما رأوه وثبوا، و لم يدروا ما أصابه، فقالوا: مالك؟ فلم ينطق، و مات في أيديهم، فانطلقوا و تركوه، فجعل لا يأكل منه سبع و لا طائر إلا مات، فاحتملته هذيل، فألقته في غار يقال له غار رخمان، فقالت ريطة أخته و هي يومئذ متزوجة في بني الدّيل:

نعم الفتى غادرتم برخمان‌

ثابت بن جابر بن سفيان [6]

و قال مرّة بن خليف يرثيه:

إن العزيمة و العزّاء قد ثويا

أكفان ميت غدا في غار رخمان [7]

إلّا يكن كرسف كفّنت جيّده‌

و لا يكن كفن من ثوب كتّان [8]

فإن حرّا من الأنساب ألبسه‌

ريش الندى، و النّدى من خير أكفان [9]

و ليلة رأس أفعاها إلى حجر

و يوم أور من الجوزاء رنّان [10]

أمضيت أول رهط عند آخره‌

في إثر عادية أو إثر فتيان [11]

و قالت أم تأبط ترثيه:

و ابناه و ابن اللّيل [12]


[1] لا أريم: لا أنتقل.

[2] القتاد: شجر معروف.

[3] يقصه: يقتفي أثره.

[4] الحبضة: نبضة السهم عند انطلاقه.

[5] الحشاشة: بقية الروح في الجريح أو المريض.

[6] رخمان، بضم الراء كما في «القاموس»، فقد ذكرها، و أشار إلى أن تأبط شرا قتل فيها، و في ف «رجمان». و البيت من السريع، و ثابت بدل من الفتى، و نوّن للضرورة.

[7] العزاء: السنة الشديدة، و لا مكان لها هنا، فلعله يعني الغراء مؤنث الأغر، أي إن العزيمة و النفس الغراء قد ثويا ... إلخ.

(8- 9) الكرسف: القطن: يقول: إن لم تكفن في قطن أو كتان فقد كفنت في ثياب المجد و الكرم.

[10] رأس أفعاها إلى حجر: لعله كناية عن عدم انزوائها في حجرها، فهي متهيئة للدغ، و أور: جمع أوار بمعنى الحر الشديد، و الجوزاء: برج في السماء، و لعلها كانت رمزا لاشتداد الحرارة عند العرب.

[11] الرهط: يراد به هنا اللقم أي تناول الطعام: يقول: رب ليلة لا تنام أفاعيها، و يوم شديد الحرارة قضيته قانصا في إثر وحوش عادية أو غازيا في إثر فتيان، و أنت طاوي البطن.

[12] انظر تعليقنا على هذا الكلام عند ما يكرره المؤلف بعد قليل ص 171.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 21  صفحه : 112
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست