يدعو في رجز له إلى
تولية المهدي العهد فيجيزه المنصور:
و أخبرني أحمد بن عبيد
اللّه بن عمار الثقفيّ حدثنا عليّ بن محمد بن سليمان النوفليّ قال: حدّثني أبي عن
عبد اللّه بن أبي سليم مولى عبد اللّه بن الحارث قال:
بينا أنا أسير مع أبي
الفضل يعني- سليمان بن عبد اللّه- وحدي بين الحيرة و الكوفة-/ و هو يريد المنصور،
و قد همّ بتولية المهدي العهد و خلع عيسى بن موسى، و هو يروض ذلك- إذا هو يأبى
نخيلة الشاعر، و معه ابنان له و عبد، و هم يحملون متاعه. فقال له: يا أبا نخيلة،
ما هذا الّذي أرى؟ قال: كنت نازلا على القعقاع بن معبد أحد ولد معبد بن زرارة،
فقلت شعرا فيما عزم عليه أمير المؤمنين من تولية المهديّ العهد و نزع عيسى بن
موسى، فسألني التحول عنه، لئلا يناله مكروه من عيسى إذ كان صنيعته، فقال سليمان:
يا عبد اللّه، اذهب بأب نخيلة فأنزله منزلا [1] و أحسن نزله و برّه [2]، ففعلت. و
دخل سليمان إلى المنصور فأخبره الخبر، فلما كان يوم البيعة جاء بأبي نخيلة فأدخله
على المنصور، فقام فأنشد الشعر على رءوس الناس، و هي قصيدته الّتي يقول فيها:
قال: فأعطاه المنصور عشرة
آلاف درهم، قال: و بايع لمحمد بالعهد، فانصرف عيسى بن موسى/ إلى منزله، قال:
فحدّثني داود بن عيسى بن موسى قال: جمعنا أبي فقال: يا بنيّ، قد رأيتم ما جرى،
فأيّما أحبّ إليكم: أن يقال لكم: ابني المخلوع، أو يقال لكم: يا بني المفقود؟
فقلنا: لا، بل بابني المخلوع. فقال: وفّقتم بنيّ. و أول هذه الأرجوزة الّتي هذه
الأبيات منها: