قال: و كان يقال/ للسّليك
سليك المقانب، و قد قال في ذلك فرار الأسديّ- و كان قد وجد قوما يتحدثون إلى
امرأته من بني عمها فعقرها بالسيف، فطلبه بنو عمها فهرب و لم يقدروا عليه- فقال في
ذلك:
لزوار ليلى منكم آل
برثن
على الهول أمضي من سليك المقانب
يزورونها و لا أزور
نساءهم
ألهفى لأولاد الإماء الحواطب
يلجأ إلى امرأة فتنقذه
فيقول فيها شعرا:
و قال أبو عبيدة: أغار
السليك على بني عوار [8] بطن من بني مالك بن ضبيعة، فلم يظفر منهم بفائدة، و
أرادوا مساورته.
فقال شيخ منهم: إنه إذا
عدا لم يتعلق به، فدعوه حتى يرد الماء، فإذا شرب و ثقل لم يستطع العدو، و ظفرتم
به. فأمهلوه حتى ورد الماء و شرب، ثم بادروه، فلما علم أنه مأخوذ خاتلهم [9] و قصد
لأدنى بيوتهم حتى ولج على امرأة منهم يقال لها: فكيهة، فاستجار بها، فمنعته، و
جعلته تحت درعها، و اخترطت السيف، و قامت دونه، فكاثروها فكشفت خمارها عن شعرها، و
صاحت بإخوتها فجاءوها، و دفعوا عنه حتى نجا من القتل، فقال السّليك في ذلك:
[1]
كذا في ف، أي حدث قومه بما كان. و في
ب، س «تم»، تحريف.