قال أبو عبيدة: و بلغني أن
السّليك بن السّلكة رأته طلائع جيش لبكر بن وائل، و كانوا جازوا منحدرين ليغيروا
على بني تميم و لا يعلم بهم أحد، فقالوا:/ إن علم السّليك بنا أنذر قومه، فبعثوا
إليه فارسين على جوادين، فلمّا هايجاه خرج يمحص [12] كأنه ظبي، و طارداه سحابة
يومه، ثم قالا: إذا كان الليل أعيا، ثم سقط أو قصر عن العدو، فنأخذه.
فلما أصبحا وجدا [13] أثره
قد عثر بأصل شجرة فنزعها [14]، فندرت قوسه فانحطمت، فوجدا [13] قصدة [15] منها قد
ارتزّت [16] بالأرض، فقالا: ما له، أخزاه اللّه؟ ما أشدّه! و همّا بالرجوع، ثم
قالا: لعل هذا كان من أول الليل ثم فتر، فتبعاه، فإذا أثره متفاج [17] قد بال [18]
فرغا في الأرض و خدّها [18] فقالا: ما له قاتله اللّه؟ ما أشدّ متنه!
[1]
المنسر: قطعة من الجيش تمر قدام الجيش
الكبير و السروب: جماعات الخيل.